للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[القصيدة المدوية]

القصيدة الثالثة:

وهذه القصيدة بعنوان: (المُدَوِّيَة) أو (الإسعاف في إتحاف سياف) أرسلتها لزعيم المجاهدين الأفغان الأستاذ الشيخ/ عبد رب الرسول سياف، جزاه الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء:

سياف في ناظرَيك النصر يبتسم وفي محياك نور الحق مرتسمُ

وفيك ثورةُ إسلامٍِ مقدسةٌ بها جراحُ بني الإسلام تلتئم

حطمْتَ بالدم أصناماً محجلةً وصافَحَتْ كفّكُ العلياءَ وهي دمُ

ثأرت لله والدين الحنيف فلم يقم لثأرك طاغوتٌ ولا صنمُ

على جبينك من سَعدٍ توقُّدُه وخالدٌ في رؤى عينيك يقتحمُ

قامت عزائمك الكبرى لمعركة بها بنو العرب ودوا أنهم عجمُ

حلق إذا شئت فالأرواح طائرة فعن يمينك من عاهدت كلُّهمُ

وصُغْ من المهج البيضاء ملحمة يظل يقرؤها التاريخ والأممُ

موتاً على صهوات البيد يعشقه أهل البسالة في عليائهم شممُ

لا موت مَن يكسر اللذاتُ فطنتَه حياتُه في الورى سيان والعدمُ

سياف خذ من فؤادي كل قافية تجري إليك على شوق وتستلمُ

قد صغتها أنت إسلاماً وتضحيةً وفي سواك القوافي أشهرٌ حرُمُ

منك المعاني ومني نسجها وأنا نظْم وأنت على ألفاظها حكمُ

أنفاسها منك إلا أنها مُثُلٌ وروحها فيك إلا أنها كَلِمُ

بها حياءٌ إذا سارت لحضرتكم ماذا تقول ويكفي أنك العلَمُ

حُبٌّ ولكنَّ شعري لا يحيط به من ذا يبلغه عن خاطري لَكُمُ؟

لمن تركت القصور الشم في دَعَةٍِ لمن تركت نعيماً كله ألَمُ

لمن تركت المقاصير التي رُفِعَت لكل أرْعَنَ للذاتِ يلتهمُ

سواك يرشُفُ كأساً من سُلافته وأنت ترشُف كأساً ماؤه الكرمُ

كادت معاليك أن ترويك معجزة لكن تواضعك الأسمى لها كَتَمُ

كأنما أنت كررت الأُلَى ذهبوا هذا صلاحٌ ومحمودٌ ومعتصمُ

السائرون وعين الله ترقبهم السابحون وماء البحر مضطرمُ

الواهبون نفوساً أفعمت ورعاً الشاربون رحيق الموت إن هجموا

الساجدون ونار الحرب موقدة الذاكرون وزحف الهول محتدمُ

أكفانهم نسجوها من دمائهمُ على مطارفها النصر الذي رسموا

ماتوا ولكنهم أحياء في غرف من الجنان وذابوا لا فقد سَلِموا

سارت إلى الحرب أرواحٌ مكرَّمةٌ لو لم تسر لسرت نار الفنا لهمُ

لعل في الموت سراً كيف يعشقه جيل فكم شربوا منه وكم طعموا

الميت الشهم يوصى الحي في لهف والحي يغبط موتاهم ويغتنمُ

صاغوا الترانيم من صوت المدافع إذ سواهمُ يحتويه النايُ والنغمُ

فكل أصيدَ منهم هبَّ منطلقاً كالنجم كم من شياطينٍ به رُجموا

لو خاطب الموتُ فرداً واحداً وهمُ مليون سهم لأموا الموت واستهموا

قنابل الموت صيغت من جماجمهم فالموت أصبح من غاراتهم يَجِمُ

والطائرات على صيحاتهم سقطت صرعى ورُبَّانها فوق الربى فحمُ

يكبرون فتهتز الربى فرَقا ويهتفون فيسعى النصر نحوهمُ

من كل أطلس عزرائيل يشبهه في فيلق النصر لا يبكون ميْتَهُمُ

تلك المكارم لا دنياً مزخرفةً قد مازج الماء منها الذل والندمُ

يا رب أنت ولي المسلمين ومَن سواك من هذه الأصنام ينتقمُ

أنزل على جندك الأسمى ملائكةً وراء جبريلَ روحَ القدْسِ ينتظمُ

ثبت قلوباً بك اللهم قد علقت ساروا إليك وماتوا فيك واعتصموا

بيِّض الوجوه على الرمضاء قد سجدت إليك وحدك أنت المالك الحكمُ

<<  <  ج:
ص:  >  >>