أنا شاب محب للخير؛ ولكني أجد في نفسي حواجز عن مجالسة الصالحين، وأحياناً أترك مجالس الطيبين خشية أن يستهزئ بي الناس، فبمَ تنصحني؟
الجواب
هذا الأخ يشكو من الخجل أو من الحواجز التي بينه وبين الناس، أو العقدة النفسية، وحل هذا أن يجالس من زملائه وأقرانه الذين يجرؤنه على مجالسة الناس، فإنه ليس واجباً على المسلم أن يجالس الناس، قد يكون الأصلح لقلبه أن يعتزل الناس في بعض الأمور؛ لكن أن تكون لك جِبِلَّة حتى يحرمك هذا الخجل عن الفائدة والاستفادة وتوجيه الناس وتعليمهم، فهذا ليس بصحيح، قال مجاهد كما في صحيح البخاري:[[لا يتعلم العلم مستحٍ ولا مستكبر]].
فأنا أرشدك إلى تقوى الله عزَّ وجلَّ وأن تقصد في هذه مواقف الحق، وأن تبدي ما عندك فإنك على صراط مستقيم، وألا تخجل، فإنه لا يخجل إلا من ضيع شبابه في الغناء والترَّاهات وضياع الساعات وإتيان الشهوات والمعاصي والمخالفات، لا يخجل من أنار الله سبحانه وتعالى قلبه بالقرآن, ولا يخجل من يصلي لله كل يوم خمس صلوات، ولا يخجل من يتضرع كل يوم خمس مرات.
ومما زادني شرفاً وفخراً وكدتُ بأخمصي أطأ الثريا
دخولي تحت قولك يا عبادي وأن صيَّرتَ أحمد لي نبيا
فأنت في مقام الفخر والعزة بالإسلام، ولك العزة فلا تخجل ولا تتأخر، وإنما درب نفسك على الجلوس مع الناس، وعلى الأخذ والعطاء رويداً رويداً، وسوف تجد أن هذه العقدة تنحل بإذن الله.