في خضم الأحداث الأخيرة التي نزلت بـ الكويت، يظن بعض الناس أن الابتلاء خاصٌ بأهل الكويت، فهل من كلمةٍ للأخوات عن مفهوم الابتلاء؟
الجواب
أولاً: أشكركن على هذه المشاعر الحية.
ثانياً: ما أصاب أي شعب، فبقضاء من الله وقدر:{مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ}[الحديد:٢٢] وقد أخبر سُبحَانَهُ وَتَعَالَى أن سننه في الناس، وفي الأمم، وفي الأيام، أن من عصاه وانحرف عن منهجه أدبه:{وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَاباً شَدِيداً وَعَذَّبْنَاهَا عَذَاباً نُكْراً * فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْراً}[الطلاق:٨ - ٩].
ولا يكون العقاب فقط زلزالاً أو بركاناً، بل قد يكون جيشاً جراراً، أو دبابات صارخة، أو طائراتٍ قاصفة، والذي حلَّ بأهل الكويت لابد أن نتأمله كثيراً، وقد جلست مع كثير من علمائهم، ودعاتهم، كالشيخ أحمد القطان، وأخبرنا بما وصلوا إليه، وأنا زرتهم قبل سبع سنوات، ورأيت هناك العجب العجاب، ولسنا بشامتين، فنحن والحمد لله ولا فخر، والمنة لله عز وجل، آويناهم ورأينا أنهم إخواننا وأخواتنا وقمنا معهم، لكن النتيجة: إياك أعني واسمعي يا جارة: {وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُمْ مِنْ الْقُرَى}[الأحقاف:٢٧].
وصلوا إلى مسألة أنهم تركوا الحجاب وصارت المرأة مشاركة في الحياة، وأصبحت معروضة للناس في الفنادق، ولسنا عارضين لمساوئ الناس، فإنهم إخواننا وجيراننا، لكن ننبه أمتنا ونساءنا وأخواتنا إلى الخطر المحدق، الذي حل بتلك الأمم:{وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ}[النحل:١١٢].
بل وصل الحال كما أخبرت من بعض الدعاة أن امرأة أخذت مصحفاً وهي حائض، وأخذت أمام البنات تقول: هذا وثيقة التخلف والرجعية، تعني: القرآن.
{مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلا لآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِباً}[الكهف:٥] والذي يظهر والله أعلم، أن هذه الأحداث التي أنتجت لنا أنها ركزت على المرأة كثيراً، الإعلام بأقسامه، والكتب والمجلات، وكل شيء، حتى إن هؤلاء العلمانيين الذين في بلادنا كانوا يتغنون بالوطن، ويتغزلون الوطن وقشرة الأرض، فلما أتت الأحداث ورص على حدودنا آلاف الدبابات، ومئات الألوف من الجيوش المدمرة والصواريخ التي تحمل الرءوس النووية والكيماوية، وغير ذلك؛ تركوا الحدود، وتركوا العدو، وأتوا ينادون المرأة هنا، أهذا وقت لمناداة المرأة؟!! أهذا وقت خروج المرأة؟! أهذا وقت مطالبة المرأة أن تقود السيارة؟!! هذا ينبئنا أنهم كذبوا لعمر الله، وأنهم يريدون الفتك بالعباد والبلاد وأنهم ليسوا بصادقين في وطنيتهم على أن الوطنية لا تجوز، يعني: الميل للوطن وتغليب الوطن على منهج الله عز وجل ليس بجائز، ولا وطنية في الإسلام، لكن انظرن كيف تركنا الأحداث، والخليج يمر بأزمة، والقوات العالمية قد اجتمعت، وأتوا إلى هنا إلى داخل البلاد ينخرون في جسم الأمة عن طريق المرأة وحدها، وهي يوم تصلح يصلح الله الأمة بها، ويوم تفسد تفسد الأمة بعدها، هذا ما عندي في هذه المسألة.