نلاحظ أنه يوجد عند بعض طلبة العلم عدم لين الجانب مثل الفظاظة والغلظة؟
الجواب
أقول: يوجد هذا، ومع التربية وتقوى الله عز وجل والنصيحة وتوجيه هؤلاء يصحح مسارهم، وهم ليسوا معصومين، وقد يوجد -أحياناً- من يتكبر بعلمه ومن يبخل به، والله وصف بني إسرائيل بأنهم:{الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ}[النساء:٣٧].
قال: فهم بخلاء بالمال والعلم، وهما شر خصلتين إذا وجدتا في الإنسان.
وعلى كل حال أرى أن نتناصح فيما بيننا، وأن نسأل الله عز وجل أن يكمل ما نقص منا، وأن نعلم أننا من نقص، ولكن مع الأيام ومع الاستغفار ومع تصحيح المسار يكمل الله لنا طريقنا ويثبت أقدامنا، ولذلك يقول شيخ الإسلام رحمه الله: لا عبرة بنقص البدايات وإنما العبرة بكمال النهايات.
فهذا أبو بكر رضي الله عنه وأرضاه لم يكن يوم آمن كمثله لما مات، بل ازداد عند موته إيماناً وصدقاً وتضحية، فلا تيأس من روح الله، واعلم أنك لو حضرت وأنت ناقص الإيمان وصاحب ذنوب ومقصر، فمع الأيام والنوافل والدعاء يكمل الله لك إيمانك:{وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدىً وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ}[محمد:١٧]{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا}[العنكبوت:٦٩].
والحقيقة الذي لفت نظري أن جانب الأطباء، وجانب من يشتغل في المستشفيات والصحة أكثر الناس تفاعلاً مع الدعوة، وأنا أشكرهم من على هذا المنبر، والحمد لله أن أوجد هذه الطائفة الممتازة من الأطباء المسلمين الذين يشرحون صدرك، إذا نظرت إلى الواحد منهم وإذا خصال السنة على وجهه، وإذا حرصه على تطبيق معالم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحب الرسول صلى الله عليه وسلم، ومحافظته على النوافل، وهم كثير، تجدهم بالعشرات في بعض المستشفيات، وتجد عليهم سيماء العلم والتقوى والنور فأثابهم الله.
والحقيقة أن في بقية المناطق شعور متبادل حتى عند العلماء والدعاة، أن جانب الأطباء ومن يشتغل في هذا الحقل أنه جانب ضخم نفع مسار الدعوة نفعاً عظيماً، وشكل العمود الفقري في الصحوة، فلله الحمد.