وفي الأثر: دخل سالم بن عبد الله بن عمر المسجد الحرام وطاف مع الطائفين، حذاؤه بيده، لحيته تقطر ماء، عليه لباس وعمامة لا تساوي ثلاثة عشر درهماً، لكنه من أكبر أولياء الله، والولاية ليست باللباس أو الحذاء ولا بضخامة القصر أو بكثرة الكنبات والسيارات، طاف بين الحجاج كأي مسكين، فرآه الخليفة هشام بن عبد الملك، ومع الخليفة حرسه وضباطه وقواده وجيوشه، فالتفت إلى سالم، فلما رآه دنا وقبل رأسه وقال: ألك إلي حاجة؟ فاحمر وجه سالم غضباً، وقال: أفي بيت الله الواحد الأحد تقول هذا الكلام؟! أما تستحي؟! فتركه هشام، فلما انتهى تصدى له الخليفة خارج الحرم وقال: ألك حاجة؟ قال: من حوائج الدنيا أم من حوائج الآخرة؟ قال: لا.
من حوائج الدنيا.
قال: والله ما سألت حوائج الدنيا ممن يملكها فكيف أسألها منك!! فاختلع يده من يده.
فقدَّم سالم الجواب، وفحوى الخطاب، لأن جده عمر بن الخطاب.
يا بن الذين سما كسرى لجمعهم فجللوا وجهه قاراً بذي قار
يا دوحة الصدق والفاروق رائدها تلك السلالة لا أوباش ديار