ومن حقوق الأبناء على آبائهم: إحسان الاسم؛ أن يختار الاسم الشريف، والاسم المطلوب في الإسلام، وفي الحديث الصحيح:{أحب الأسماء إلى الله عبدالله وعبد الرحمن} أما الحديث الذي يقول: {أحب الأسماء إلى الله ما عبد وحمد} فلا يصح، لكن كل اسم فيه لفظ العبودية فهو طيب وحبيب إلى القلوب؛ لأن ابنك يوم أن يتردد في ذهنه هذا الاسم -اسم عبد الله، عبد الرحمن، عبد الوهاب، عبد السلام- يتذكر هذه الصلة بينه وبين الله، والله شرف أنبياءه بالعبودية، فقال لرسوله عليه الصلاة والسلام:{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى}[الإسراء:١] وقال: {وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً}[الجن:١٩] وقال: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً}[الفرقان:١].
ونهى صلى الله عليه وسلم أن يتسمى بعض الأسماء:{جاءه رجل فقال: ما اسمك؟ قال: غاوي بن ظالم.
فقال صلى الله عليه وسلم: بل أنت راشد بن مقسط} فبدل عليه الصلاة والسلام اسم غاوي براشد وظالم بمقسط، تفاؤلاً أن يكون راشداً مقسطاً.
فواجب الأب أن يسمي ابنه اسماً حسناً، يقول عليه الصلاة والسلام كما في الحديث الحسن:{أحسنوا أسماءكم وأسماء أبنائكم، فإنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم}.
فإذا جمع الله الأولين والآخرين ليوم لا ريب فيه؛ نادانا بأسمائنا وأسماء آبائنا، نادانا مع الملايين المملينة والألوف المؤلفة من الشعوب والأمم والمجتمعات: يا فلان ابن فلان ابن فلان من آل فلان، قم إلى الله ليحاسبك ولا يظلمك هذا اليوم أفلا يريد المسلم أن يكون اسمه حسناً؟ ولا يكون اسماً لا معنى له، اسم مستورد من أسماء الخواجات التي لا تدخل في العقول، ولا في اللغة، ولا في الأدب، ولا في المجتمع، أو من الأسماء التي توحي ببعض المجون، أو الظلم، أو الفحش، أو سوء الأدب، فهذه أسماء تقشعر منها الأبدان، وكان يفعلها العرب، وفي سنن أبي داود {أنه عليه الصلاة والسلام قال لرجل: قم احلب الناقة، ما اسمك؟ قال: صخر.
قال: اجلس.
ثم قال للثاني: ما اسمك؟ قال: حرب.
قال: اجلس.
ثم قال لثالث: ما اسمك؟ قال: مرة.
قال: اجلس.
قال للرابع: ما اسمك؟ قال: يعيش.
قال: قم فاحلب الناقة} إنه التفاؤل بالأسماء الطيبة، التي تورث الحب والتفاؤل وحسن الطالع
مع الطائر الميمون يا خير مقدم فأهلاً بالمسمى على العهد