السؤال الثاني: أرجو أن توضح لنا كيف يستطيع الزوج إحياء ليلته بفرحه بمثل هذه الليلة المباركة خصوصاً إذا عرف أنه لا يتيسر لكل شخص أن يجد طلاب العلم أمثالكم؟
الجواب
ولو لم يكن لصاحب هذا الزواج إلا وجود مثل هؤلاء الناس، لأنهم صفوة المجتمع، لأنه لا يحرص على مجالس الخير إلا صفوة الناس، فمجالس الشيطان يحضرونها حثالة الناس، رأى عمر بن الخطاب رضي الله عنه سارقاً ووراءه قوم من الناس يصيحون بالسارق، قال عمر:[[قبح الله هذه الوجوه لا ترى إلا في الشر]] لأن وجوه أهل الخير تجتمع في مجالس الذكر، ففرصة لهذا المتزوج أن يستضيف هؤلاء الأخيار، أهل الصدق مع الله، أهل السنة، وأهل الخير والفضل، فوجودهم ودعوتهم له تعادل الدنيا وما فيها، يوم ندعو نحن ويقول الناس: آمين.
تعادل الدنيا وما فيها، فليحرص الإنسان على مجالس الذكر مثل هذه؛ لأن الملائكة تحف مجالس الذكر، وتتنزل عليه السكينة، والرحمة تغشاه، والله يذكرهم فيمن عنده، فهي من أعظم الفرص، هذا نموذج للزواج الحي الإسلامي، لكن الزواج الجاهلي لا يذكر فيه اسم الله، بل يحضره الشيطان ومعه جنوده من الراقصين والمغنين والمطبلين وغيرهم من أتباعه:{قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ}[البقرة:٦٠] وأهل الخير ومجالسهم فيها قال الله قال الرسول، ومجالس أهل الشر قال الشيطان، وقال فلان، ويحسن بالإنسان أن يستدعي طلبة العلم وهم متواجدون في كل مكان، المعاهد العلمية، هيئة الأمر بالمعروف، والدعوة، والقضاة، كلهم فيهم خير، يجمع مجموعة من الناس، ويتحدثون بكلام طيب ولا يشترط أن يحضر مكروفون، وأن يرفع المحاضر صوته، وأن يهز يديه الاثنتين، هذا لا يشترط، بل إذا حضروا في المجلس يتكلم هذا بكلمتين وهذا بكلمة طيبة، وهذا بحديث، وهذا بآية؛ لأن الناس لا تغلق أفواههم وألسنتهم، لا بد أن يتحدثوا، والمجالس إما أن تشغل بالخير وإلا أتى الشيطان يشغلها بسوء، إما أن يتكلموا بقال الله، وإما تكلموا بالغيبة والنميمة وبغض واستهزاء يغضب الله تعالى، فإذا استطاع الأخ أن يجمع من هؤلاء فطيب وحسن.
وفكرة أخذ الكتيبات والأشرطة الإسلامية وتوزيعها وإهداؤها بين الأحبة والوفود من أحسن ما يكون؛ لأنها أصبحت وسيلة ناجحة للدعوة.