وجد في بعض الأوساط من هون من شأن العلم، فتردد بين شباب العلم أو طلاب العلم مما سمعنا أو سمع غيرنا أنهم إذا سمعوا بشاب حفظ متناً من المتون كـ صحيح البخاري أو رياض الصالحين، أو بلوغ المرام، قالوا زاد نسخة في البلد، ومعنى ذلك أن ما هناك فائدة، وإنما زاد نسخة لـ رياض الصالحين، مع رياض الصالحين وللبخاري مع البخاري، وهذا جهل بالفائدة، لا والله ما زاد نسخة في البلد، بل زاد عالم جهبذ علامة، يوجه الأجيال بإذن الله، والله امتدح الحفاظ فقال عن الملائكة:{وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَاماً كَاتِبِينَ}[الانفطار:١٠ - ١١] فمدحهم بالحفظ، وقال عن الحفظ:{بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ}[العنكبوت:٤٩] فإن من حفظ كتاباً، فإن هذا الكتاب إن شاء الله سوف يهديه إلى الدعوة، وليس معنى ذلك أن نقول له: زدت نسخة في البلد، لا، فنحن لا ننطلق إلا من علم، ولا ندعو إلا إلى علم، ولا نصلح الدعوة إلا بعلم.