والله عز وجل سن الزواج، بين الذكر والأنثى قال تعالى:{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً}[الرعد:٣٨] لتحفظ الأعراض والأنساب، وتحفظ الأسر والمجتمعات، تكون الأمة شريفةً، وتعيش شريفةً عفيفةً مطهرةً، فإنه يوم يترك هذا السياج، وهذه الشريعة الربانية، والسنة الخالدة تضيع الأمة.
لقد وجد في المجتمع تكاسل عن هذه السنة، أو تأخر عنها، وهذا أنتج لنا عنوسةً، وهذه العنوسة لابد أن يقضى عليها، وهي من نتائج عدم تقبل الصالحين، والرسول عليه الصلاة والسلام يقول:{إذا أتاكم من ترضون دينه وأمانته فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض}.
والمرأة عليها أن تتزوج إذا وجدت الكفؤ، وكذلك الشاب إذا وجد المرأة الصالحة عليه أن يتزوج، وأن يتقي الله في شبابه، وتتقي الله في شبابها.
عند الطبراني بسندٍ حسن:{من تزوج فقد أتم نصف دينه، فلتيقِ الله في النصف الآخر} ولتتق المرأة ربها سُبحَانَهُ وَتَعَالَى أن تسوف لزواجها، وألا تصدق هذه الدعوات التي نسمعها في بعض الجامعات والمؤسسات، من تأمين المستقبل، حتى تنتهي المرأة من الجامعة، أو الدكتوراه، أو الماجستير، وهي لن تتزوج حتى يذهب جمالها، وفتوتها، وشبابها فتصبح غير مرغوبة ولا مطلوبة، فتضيع عمر الحياة الزوجية، عمر البيت، عمر الأطفال، الذي هو من أحسن ما يكون، وهو سر السعادة بعد الإيمان، وبعد العمل الصالح، فوصيتي هذه الوصية، ونشر هذا الفكر في جانب النساء، وفي جانب الفتيات، ألا يتأخرن عن الزواج، فإن العنوسة مأساة لا تصلح، وقد شكى منها الغربيون فكيف بالإسلاميين.
وأسأل الله عز وجل لي ولكن الهداية والثبات، والسداد والاستقامة والرشد والعون، وأسأله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى أن يحفظنا وإياكن من كل مكروه، ومن كل سوء، ومن كل من يريد بنا فساداً، أو بالبلاد والعباد شراً؛ أن يكفيناه بما شاء، وأن يحفظنا وإياكن، وأن يحفظ علينا أعراضنا وبيوتنا وديننا وشرفنا.