ومن قضايا {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}[الفاتحة:٦] أن العبد بحاجة إلى أن يلتجئ ويمرغ وجهه ساجداً لربه سُبحَانَهُ وَتَعَالَى علَّه أن يقبل في مَن قَبِلَ، وأن يهديه في مَن هَدَى، وكان صلى الله عليه وسلم يعلم الحسن -كما عند أحمد والأربعة وغيرهم- فكان يقول له في الوتر:{قل: اللهم اهدني في مَن هديتَ، وعافني في مَن عافيتَ، وتولني في مَن توليتَ}.
فالهداية في مَن هَدَى: أن تطلب بلهف أن يهديك الله، وإن لم يهدِك الله فلن تهتدي {مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُرْشِداً}[الكهف:١٧] ولن تجد له هادياً.
فالاستغاثة بالله، والاستعانة به، وصدق اللجوء إليه، والإلحاح في المسألة، هذه من أسرار (اهْدِنَا) والهداية لا تكون إلا من عنده سُبحَانَهُ وَتَعَالَى.
أيها الإخوة الفضلاء! هذه وقفات مع السبع المثاني، أسأل الله عز وجل أن ينفع بها، وأن يجعلها في ميزان الحسنات، وأسأله سبحانه أن يجعلنا وإياكم ممن كانت له الفاتحة حجة ومحجة وكافية وشافية وواقية.
وأسأله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى أن يهدينا وإياكم الصراط المستقيم، وأن يجعلنا وإياكم ممن عبدوه واستعانوا به.