للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[من فضائل الدعاء: أنه لا يهلك معه أحد]

أما فضل الدعاء فحدث ولا حرج، ورد في الحديث {لن يهلك مع الدعاء أحد} كيف تهلك والدعاء معك؟ كيف تموت والدعاء معك؟ كيف تخزى في الدنيا والدعاء معك؟ قال أبو الحسن علي بن أبي طالب: [[عجباً لكم! معكم الدواء ومعكم الداء، داؤكم الذنوب ودوؤكم الدعاء والاستغفار]] فأكثروا من الدعاء وألحوا في الاستغفار.

ذكر الله إبراهيم عليه السلام فوصفه أنه كان أواه منيب، وقد اختلف أهل التفسير في تفسير كلمة "أواه" قال بعضهم: كان يقول: أواه من ذنوبي، أواه من خطاياي، أواه من معاصي، أواه من تقصيري.

وبعضهم قال: كان كثير الدعاء، وكثير المسألة والإلحاح.

ألحوا في الدعاء فإن الله يحب الملحين في الدعاء.

ألح في الدعاء فالله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى واسع المغفرة.

الله يغضب إن تركت سؤاله وترى ابن آدم حين يسأل يغضب

لو سألت الإنسان، طلباً وطرقت عليه بابه، وألححت عليه يغضب منك، أو يطردك أو يسأم منك إلا الله.

وكلما اقتربت من الله ودعوته وصدقت معه زادك توفيقاً وهداية ورشداً.

يقول سُبحَانَهُ وَتَعَالَى عن زكريا وغيره من الأنبياء {وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} [الأنبياء:٩٠].

ولو سئل الناس التراب لأوشكوا إذا قيل هاتوا أن يملوا ويمنعوا

أما خزائن الله فملأى: {قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذاً لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْأِنْفَاقِ وَكَانَ الْأِنْسَانُ قَتُوراً} [الإسراء:١٠٠].

<<  <  ج:
ص:  >  >>