للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الشباب والعطل]

السؤال

أخانا الكريم الشيخ عائض بن عبد الله القرني! جزاك الله خيراً على ما قدمت لنا، ونحن الآن نطل من شرفة العام الجديد (١٤١٤هـ) نقوم بهذا اللقاء الآن في أول شهر المحرم في هذا العام الجديد، وأنت تعلم أنه في آخر هذا الشهر ستبدأ الإجازة الصيفية والعطل للمدارس، فنريد قبل أن ننتهي من هذا اللقاء أن توجه نصيحة موجزة لشباب الأمة في طريقة قضاء أوقاتهم في مثل هذه الإجازات؟

الجواب

مما نشكو فيه إلى الله عز وجل الفراغ القاتل الذي يعيشه كثير من الشباب، وقد مر عام وانصرم في لحظة من اللحظات، مر ببؤسه ونعيمه، وبسعادته وشقاوته، وبانتصاراته وهزائمه، وبحسناته وسيئاته، ولكن: {عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسَى} [طه:٥٢] أما هذا العام فإني أدعو إخواني إلى أن يستثمروه، وما مع الواحد منا إلا أن يعيش يوماً بيوم، وأن يعيش كل جزء بجزئه، فالحياة التفصيلية: {إذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح} وقصدي من هذا: أن الشباب الذين يظنون أن العطلة الصيفية فرصة للتفرجة والنزهة، وفرصة لراحة النفس، فهذا ليس بصحيح في الإسلام، إن الله يقول: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} [الحجر:٩٩] أي: حتى تموت، فعليك بالجد الصارم والمواصلة، والاستفادة، وعدم تضييع الفرص، فإن معظم الناس قد تأثروا ببعض الأطروحات في أن العطلة الصيفية فرصة لأن يتفرغ الإنسان للهو واللعب والذهاب والإياب، وهذا ليس بصحيح.

والأصل أن هذه العطل لم تكن عند السلف، فحياة السلف علم متصل، وعبادة وتلق دائم، وما أجملها إذا كانت تستغل فيما يقرب إلى الله عز وجل!

وهذه دعوة لإخواني أن ينتجوا في هذه العطل، مثل مدارس تحفيظ القرآن، فلماذا لا يدخل الناشئة في هذه العطل الصيفية في هذه المدارس، والمراكز الصيفية، والمخيمات، والمكتبات، وإلقاء المحاضرات، يبدأ فيحصل علماً، أو يقرأ كتاباً يختاره ويلخصه ويحفظه، مثلاً: كتابة مقالات، أو كتابة كتيبات، أو مشاركة في تخريج أحاديث، فيجعل المرء لنفسه في هذه العطلة مشروعاً، وهذا يأتي بأمور:

منها: الاستعانة بالله عز وجل، ومعرفة أن هذا العمر يتصرم، وأنه لا يعود مرة أخرى، وعليه أن يبتعد عن رفقة السوء، وأهل العطالة والبطالة والفراغ، إلى غير ذلك من الأسباب التي توصل إن شاء الله إلى استثمار هذا الوقت فيما يقرب من الله.

السؤال

شيخ عائض! نحن في البداية تكلمنا عن الشعر، فنرجو إن شاء الله أن تختم هذا اللقاء بقصيدة تختارها للإخوة المستمعين؟

الجواب

الحقيقة أني لم أكن أعلم أن هذا الطلب سوف يكون، وقد سلف معنا بعض الأبيات، وأنا من الذين لا يحفظون قصائدهم إلا إذا مر عليها وقت طويل، وأكثر ما قلت في أني مقل، وأنا لست كمثلك، عندك من الغزارة ما يجعلك تخرج بين الفينة والأخرى ديواناً، لكن حسبك من القلادة ما أحاط بالعنق.

العشماوي: نترك لك فرصة أن تأتي بقصيدة الآن، وتقرأها كاملة لأن المستمعين حريصون على ذلك.

القرني: فأجره حتى يسمع كلام الله.

<<  <  ج:
ص:  >  >>