والمهور غالية مهما كانت، نحن نعرف الطلاب، ونعرف الشباب، ونعرف دخلهم، وأربعون ألفاً هذا كثير! صراحة، ووافق على هذا كثيرٌ من العلماء والمشايخ والقضاة، صحيح أن بعض الناس، يمكن أن يكون عنده مالٌ وخيرٌ ودخل، لكن أن يقول صلى الله عليه وسلم لـ عثمان بن أبي العاص:{أنت إمامهم واقتد بأضعفهم} فإذا أردت حل مشكلة اجتماعية فانظر إلى أضعف الناس، انظر إلى أقل المستويات، مثل مبلغ عشرة آلاف أو عشرون ألفاً، وبدون حفل، ولا صالة خضراء، ولا حمراء، ولا صفراء، ولا بيضاء، ولا ذبائح عشرين، ولا ثلاثين، ولا عشر، بل ذبيحتان لتسهيل أمور الزواج، حتى يستطيع الشاب أن يتقدم، وقد فتح صندوقٌ لإعانة المتزوجين في كلية الشريعة، ولكن أتى الناس كالسيل بالملفات، كلهم وقف، بعضهم عقد منذ خمس سنوات لا يستطيع أن يدفع المهر فعليه دين، وبعضهم حل حلاً جديداً اتفق مع أبو البنت، على أن يتزوج ويبقى في ظهره دين، يقضي عليه المهر؛ وبعض الآباء لعسره، وفضاضته، حجر عثرة، في الموعد وفي العزيمة، وفي اللقاء، وفي الكسوة، وفي المهر، وفي كل شيء، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول:{يسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا} ومع ذلك يأتي ليدفع الأربعين وليتها تكفي، لكنها لا تكفي، فيأتي بالكسوة بقائمة من العمات، وقائمة من الخالات، وقائمة من الجدات والأعمام والأخوات، وأهل العصبة، حتى كأنه يغطي شركة، ثم يأتي ليلة العشاء فيدعو الناس ومن هب ودب، وتبذر ولائم ليست للفقراء، وهذه شر الولائم التي يدعى إليها الأغنياء ويطرد منها الفقراء، حتى إذا وجدوا فقراء، يطردونهم ولا يستطيعون استقبال هؤلاء، إلا من رحم ربك:{وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَراً وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ}[الأنفال:٤٧].