عباد الله! أمامي رسالة مؤثرة صادقة أرسلها أخ محب من أبناء الجزيرة الإسلامية المقدسة، من سكان الحرمين إلى المجاهدين الأفغان، ووصلتني بعد صلاة المغرب وأنا أحب أن أقرأها عليكم علها أن تصل المجاهدين الأفغان، وكما دعى ولاة الأمر هنا أولئك المجاهدين إلى جمع الصف وتوحيد الكلمة، فإني أذكِّر أولئك بقوله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى:{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا}[آل عمران:١٠٣].
يقول الأخ: رسالة إلى إخواني المجاهدين الأفغان قال الله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا}[آل عمران:١٠٣] إلى مجاهدي أفغانستان المسلمة إلى من رفعوا رءوس جميع المسلمين في شتى بقاع المعمورة عالياً إلى من أحيوا الجهاد الإسلامي المقدس إلى كتائب محمد صلى الله عليه وسلم إلى الذين نرى فيهم صدق الأنصار، وشجاعة المهاجرين، إلى من داسوا رءوس الإلحاد وكسروا جماجم الوثنية العصرية إلى من حطموا أسطورة الشيوعية بدمائهم الزكية إلى طليعة الأمة المحمدية: إنني أناديكم من فوق ثرى الجزيرة العربية من جوار مقدساتنا الإسلامية من مهبط الوحي من أرض الرسالة من قلعة القداسات بل أصرخ بأعلى صوتي من جوار قبر الإمام العظيم والمجاهد الفذ الزعيم وصفوة الخلق الكريم؛ محمد عليه الصلاة والسلام.
وأناشدكم الله جلت قدرته بأن تنبذوا خلافاتكم مهما كانت، وألا تتركوا لعملاء اليهودية العالمية والخونة فرصةً ليهددوا أمنكم، ويهدموا ما بنيتم خلال عشرات السنوات، فقد ضحيتم بالألوف المؤلفة من الشهداء، وأسلتم الدماء وقدمتم الجماجم وجعلتم الأرض لهباً لترتفع لا إله إلا الله، وأنتم الآن على أبواب النصر الكامل على أعدائكم وأعدائنا وأعداء الأمة.
إخواني! عليكم جميعاً قادةً وساسةً، وعلماء ودعاة وجنداً الاعتصام بحبل الله، وأن تلوذوا بعروة الله الوثقى، وألا تخيبوا أمل كل المسلمين وأمهات المسلمين ونساء المسلمين وأبناء المسلمين وعلماء المسلمين ودعاة المسلمين؛ لا تخيبوا أملهم فيكم، ولا تظهروا عدوكم عليكم بأنفسكم {وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}[الأنفال:٤٦] نسأل الله لكم الثبات والاتفاق، والاجتماع وتوحيد الصف.
هذه رسالة أشكر الأخ الذي أرسلها، وباسمكم جميعاً وباسم أبناء هذه البلاد المقدسة أشارك في إرسالي وأطلب من الإخوة مندوبي المجاهدين الأفغان في مكاتبهم أن يأخذوا هذه الرسالة وهذا الدرس والمحاضرة، وأن يقيموا الحجة على أولئك القادة، وأن يسألوهم أن يتقوا الله في الأمة الإسلامية وفي الملايين المملينة من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وألا يعودوا فيقتتلوا ويسدد بعضهم السهام إلى نحر أخيه، ويقتل بعضهم بعضاً فإنها دعوى جاهلية يريد الشيطان وأعوانه استغلالها.
إن الإخوة المندوبين هنا عليهم مهمة أن ينقلوا هذه الرسالة في أقرب وقت، وأن يحملوا رسالة من حضر هذا المجلس وطلبة العلم في هذه البلاد، وفي كل البلاد الإسلامية علماءً وقادةً، ودعاةً وطلبة علم إلى أولئك بأن يتقوا الله في الأمة، وأن يناشدونهم أن يحفظوا هذه المسيرة وهذه النتائج الطيبة المرضية.