للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الأدعية النبوية]

أما الأدعية النبوية فكثيرة فقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم أدعية صحيحة، منها: قوله صلى الله عليه وسلم: {اللهم اهدني وسددني} ففي صحيح مسلم: قال لـ علي بن أبي طالب: {يا علي! قل: اللهم اهدني وسددني، واذكر بهدايتك هدايتك الطريق، وبتسديدك تسديدك السهم}.

فكان علي دائماً يقول: [[اللهم اهدني وسددني]] وهي من أحسن الدعاء وأوصيكم بها صباح مساء.

ومنها -وهذا صحيح-: {اللهم ألهمني رشدي، وقني شر نفسي} فعلمه صلى الله عليه وسلم حصين بن عبيد والد عمران بن حصين، كما في السنن: {أنه وفد على الرسول عليه الصلاة والسلام فقال صلى الله عليه وسلم: يا حصين! كم تعبد؟ قال: أعبد سبعة -هذا وهو مشرك- قال: أين السبعة؟ قال: ستة في الأرض وواحد في السماء، قال: من لرهبك ولرغبك؟ -يعني: من إذا اشتدت بك الأمور وضاقت عليك السبل وأغلقت عليك الأبواب- قال: الذي في السماء، قال: فاترك التي في الأرض واعبد الذي في السماء، قال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله، ثم قال له صلى الله عليه وسلم: ألا أعلمك دعاء؟ قال: قلت: بلى يا رسول الله! قال: فقل: اللهم ألهمني رشدي ,وقني شر نفسي} وهذا من أحسن ما يكون!

وفي الصحيحين عن أبي بكر رضي الله عنه وأرضاه، قال: {قلت: يا رسول الله! علمني دعاء أدعو به في صلاتي -وهذه الأدعية لا بد أن تحفظ وأنا أوصي الإخوة الذين لا يحفظونها من مرة أن يراجعونها من كتيبات أو يستعيدوها من الشريط- قال أبو بكر: علمني -يا رسول الله- دعاء أدعو به في صلاتي، قال: قل: اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً -وفي روية كبيراً- ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم}.

خرج عليه الصلاة والسلام على معاذ بعد الصلاة فشبك أصابعه كذا وقال: {يا معاذ! والله إني لأحبك -من هو القائل؟ إنه محمد عليه الصلاة والسلام- يقول لـ معاذ: والله إني لأحبك، وقال معاذ: وأنا -والله- يا رسول الله! إني أحبك، قال: لا تدعن في دبر كل صلاة أن تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك}.

لأن الأدعية الأحسن أن تكون شرعية ثابتة عنه صلى الله عليه وسلم، أما بعض الأدْعِيَاء تجدهم يدعون بأدعية بدعية، حتى ذكر الغزالي يقول من الأدعية: يا دهر الدهارير، وهو يعتبره اسم من أسماء الله؟!

أحد الحمقى ذكر عنه ابن الجوزي يقول: يا رب! يا أحد! يا صمد! يا رحمان! يا رحيم! يا جبرائيل! يا ميكائيل! يا أويس القرني! ذكر هذا في كتاب الحمقى، وهذه أدعية بدعية، ولذلك تجد من أدعية الناس أحياناً ما يخالف السنة؛ لأنهم ما حفظوا شيئاً، والحفظ سهل لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.

في صحيح مسلم كان يقول صلى الله عليه وسلم دعاء إذا قام من الليل وهو من أعظم الدعاء: {اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون! اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم}.

يقول ابن تيمية: عند الاشتباه في الأمور، والالتباس في بعض القضايا، يكرر العبد هذا الدعاء، فإنه عظيم.

ومن الأدعية وخاصة في السجود: {يا مقلب القلوب والأبصار! ثبت قلبي على دينك} اللهم ثبت قلوبنا على دينك.

ومن الأدعية العظيمة وخاصة في السجود: {يا مصرف القلوب! صرف قلبي على طاعتك} أو كما قال.

ومن الأدعية الصحيحة، قوله صلى الله عليه وسلم: {اللهم إني أسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والغنيمة من كل بر، والسلامة من كل إثم، والفوز بالجنة والنجاة من النار}.

<<  <  ج:
ص:  >  >>