[النبي صلى الله عليه وسلم يوصف ويمدح بالعبادة لله]
يمدح الله رسوله صلى الله عليه وسلم، فما قال له: يا أبا القاسم، وما قال له: يا أيها الهاشمي، ولا قال له: يا ابن عبد المطلب، إنما قال له:{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى}[الإسراء:١] وقال تعالى: {وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً}[الجن:١٩] وقال تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً}[الفرقان:١].
ومما زادني شرفاً وتيهاً وكدت بأخمصي أطأ الثريا
دخولي تحت قولك يا عبادي وأن صيرت أحمد لي نبياً
شرفك في عبادتك، وقربك من الله في عبادتك، جاء في صحيح مسلم عن ربيعة بن مالك رضي الله عنه قال:{كنت أبيت مع النبي صلى الله عيله وسلم فأتيته بوضوئه وحاجته، فقال: يا ربيعة! سل، قلت: أسألك مرافقتك في الجنة؟ قال: أو غير ذلك؟ قلت: هو ذاك، قال: فأعني على نفسك بكثرة السجود}
خذوا كل دنياكم واتركوا فؤادي حراً طليقاً غريباً
فإني أعظمكم ثروة وإن خلتموني وحيداً سليباً
كم تكرر هذه الأبيات، ولكن تكرر وتكرر.
كرر العلم يا جميل المحيا وتدبره فالمكرر أحلى
ابن تيمية دخل على ابن قطلوبك، قال: يا ابن تيمية! أتريد ملكنا؟ أتريد مالاً؟ فابتسم ابن تيمية ابتسام المستعلي بإيمانه، وقال: والله، ما ملكك ولاملك آبائك وأجدادك، يساوي عندي فلساً.
إن ابن تيمية يريد الجنة، ويريد رضا الله، وما عند الله.
وفي صحيح مسلم من حديث ثوبان:{فإنك لن تسجد لله سجدة، إلا رفعك بها درجة}.