وهذه القضية هي التي أريد أن أتكلم عنها، قال سبحانه:{وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ}[الأعراف:٣٤] والمعنى: أن الله تعالى جعل لكل دولة حداً لا تتعداه، وجعل لكل شعب ولكل حضارة زمناً محدداً، فلو اجتمع الناس على تقديمه، أو على تأخيره ما استطاعوا.
وقال سبحانه:{وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِداً}[الكهف:٥٩].
وقال أبو العلاء:
تقضون والفلك المسير دائر وتقدرون فتضحك الأقدار
ويقول أبو العتاهية:
إن كنت أخطأت فما أخطأ القدر تمشي المقادير على غرز الإبر
والذي كتب المقادير هو الذي على العرش استوى، فاللوح المحفوظ مكتوب فيه آجال الأمم والشعوب والدول والأناسي، وعنده سُبحَانَهُ وَتَعَالَى جفت الأقلام ورفعت الصحف، وهو سُبحَانَهُ وَتَعَالَى من أفعاله أنه في كل يوم هو في شأن.
قال أهل العلم: في كل يوم له شأن: يخلع هذا ويولي هذا، ويملك هذا ويعزل هذا، يجبر كسيراً، ويغني فقيراً، ويفقر غنياً، ويرد غائباً، ويهدي هذا، ويضل هذا، ويتوب على هذا، سبحان الله!