ثم يقول عليه الصلاة والسلام:{فأستفتح، فيقول الخازن: مَنْ أنتَ؟}
قال أهل العلم: فيه إشارة إلى أدب الاستئذان في الإسلام، وهو أنك إذا طرقت الباب، أن يسأل صاحب البيت: مَنْ؟ وهذا من الحكمة، فإن على الناس أن يتقيدوا بهذه الآداب النبوية التربوية التي هي من أحسن ما يكون.
وقد أُشِيرَ لكم في بعض الدروس والمحاضرات: أن هناك سلسلة من الآداب النبوية التربوية، وقد وصلت هذه المجموعة إلى أبها هذه الليلة لمن أراد أن يستفيد من آدابه عليه الصلاة والسلام.
كان عليه الصلاة والسلام إذا استأذن فسُئِل يقول:{أنا فلان} وطلب من الصحابة أن يخبر الإنسانُ باسمه.
واستأذن عليه أبو ذر، قال:(مَنْ؟) قال: أبو ذر.
وطرق جبريل السماء -في الحديث الصحيح- {قال أهل السماء: مَنْ؟ قال: جبريل، قالوا: مَن معك؟ قال: محمد، قالوا: مرحباً بك وبمن معك}.
واستأذن جابر - كما في صحيح البخاري - {: فطرق باب المصطفى عليه الصلاة والسلام قال: مَن؟ قال: أنا، ففتح صلى الله عليه وسلم الباب، وقال: أنا أنا!! كأنه كرهها}؛ لأن فيها إيهام، لا بد أن تخبر باسمك، هذا من أدب الاستئذان.
{فيقول الخازن: مَنْ أنتَ؟ فأقول: محمد} وهذا هو الأصل: أن يخبر باسمه، قال أهل العلم: ولو أخبر بكنيته لصح، ولو أخبر باسمه لصح، ولو أخبر بلقبه لصح، الشرط أن يكن مشهوراً عند الناس فيُعْرف به.