للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الستر على المنصوح]

أهل السنة يتساترون، ذكر صاحب كنز العمال: أن أبا سفيان بن حرب طرق الباب في ظلام الليل على علي، والذي يجوب في الظلام كأن عنده شيئاً:

أزورهم وظلام الليل يشفع لي وأنثني وبياض الصبح يغري بي

كم زورة لك في الأعراب داهية أدهى وقد رقدوا من زورة الذيب

قبل هذا، حفظ عن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه وأرضاه أنه قال: [[إذا رأيت الناس يتناجون في أمر دينهم، فاعرف أنهم على دسيسة]] اعرف أنهم غشوا الله ورسوله، الإسلام واضح، مبادئنا تعلن يوم الجمعة على المنبر، مبادئنا تسمع على المنارة، ليس لدينا ألغاز ولا شيء نتستر به، عندنا وفي قلوبنا وعلى ألسنتنا وفي أيادينا وفي أقلامنا وفي صحفنا (لا إله إلا الله محمد رسول الله) نكلم بها الرئيس والمرءوس، والغني والفقير، والرجل والأنثى.

جاء أبو سفيان فطرق الباب على علي، يوم تولى أبو بكر الخلافة؛ لأن أبا سفيان ينظر إلى بني هاشم، ويريد أن يتولوا هم الخلافة؛ لأنه حديث عهد بجاهلية وما هضم فكرة أن يتولى أبو بكر الخلافة؛ لأن أبا بكر من تيم وهي أسرة ضعيفة.

طرق الباب على علي، من هو علي؟ تربى في القرآن، عرف النصيحة، عرف الأدب، عرف كيف يتعامل مع الكتاب والسنة، رضع الرسالة الخالدة، ففتح الباب في ظلام الليل، قال أبو سفيان: يا علي! كيف يتولى أبو بكر الخلافة، وهو تيمي وأنت من بني هاشم؟ إن شئت ملأت لك المدينة خيلاً جرداً وشباباً مرداً.

فهو يريد القتال، قال علي وأخذ بتلابيب أبي سفيان: يا أبا سفيان! المؤمنون نصحة، والمنافقون غششة.

رضي الله عنك، ما أصدقك في ظلام الليل! لقد سمع الله كلمتك الخالدة؛ المؤمنون نصحة، والمنافقون غششة، يريد بك التشهير أو الغش، أو يريد أن يظهر على كتفيك، وأما الناصح فإنه يريد أن يستنقذك من النار، ولذلك جاء في الصحيح، أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: {أنا النذير العريان} النذير العريان عند العرب، هو الرجل يأتي من المعركة فيخبر قومه بالهول أو بالجيش فيخلع ثوبه فيصبح عرياناً، هذا في الجاهلية، قال: أنا كالنذير العريان.

وقال صلى الله عليه وسلم في الصحيح: {مالي آخذ بحجزكم عن النار وأنتم تتهافتون فيها تهافت الفراش} أو كما قال عليه الصلاة والسلام.

<<  <  ج:
ص:  >  >>