لا أعرف في المكروهات إلا صنفين نباتيين: الثوم والبصل لقول جابر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {من أكل ثوماً أو بصلاً فليعتزل مسجدنا هذا} وفي حديث: {أن الرسول عليه الصلاة والسلام نهى عن أكل الثوم والبصل ما لم يطبخ فإذا طبخ فلا بأس به}.
وقال عمر:[[يا أيها الناس إنكم تأكلون شجرتين خبيثتين ولا أرى إلا أنهما خبيثتان، فمن أكلهما منكم فليمتهما طبخاً، ولقد رأيت الرجل يأكل ثوماً وبصلاً فيدعى به فيؤخذ بيده فيخرج من المسجد حتى يوضع بـ البقيع]].
وعند أبي أيوب في الصحيحين قال:{قدم للرسول صلى الله عليه وسلم إناء فيه بقل -والظاهر عند أهل العلم أنه بصل، وهناك في رواية أخرى: كراث- فقال صلى الله عليه وسلم: كلْ، فإني أناجي من لا تناجي} وهم الملائكة.
فأباحه عليه الصلاة والسلام لكن كرهه لمناجاة الملائكة.
فالثوم مكروه وأما من تعمد الاحتيال به حتى لا يحضر الصلاة في جماعة فهو مذموم، عطال بطال، إن عاد فيعزر، فبعض الناس يريد أن يترك الجماعات فيقول: ما دام أنه عذر صاحب الثوم والبصل فيأكل ثوماً وبصلاً فلا يأتي المسجد، تقول له: صل، فيقول: أكلت ثوماً وبصلاً، وهو لا يريد الثوم والبصل لكن يريد أن يتخلف عن الصلاة، هذه من الحيل المعكوسة التي يركبها الله على أصحابها.
ومن الحيل كذلك في الصلوات: أن يؤخر بعض الناس العشاء، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول:{إذا حضر العِشاء والعَشاء فابدءوا بالعَشاء قبل العِشاء}.
فيترك طعامه حتى يقرب أذان العشاء ثم يحضره ويقول: حضر العشاء، علينا باتباع السنة لا نخالف السنة فيتعشى دائماً مع الصلاة، نقول: أنت آثم ومحتال، وإنما هذا إذا وقع نادراً للعذر؛ كأن تصادف مرة من المرات عشاء، أما أن تجعل عشاءك في وقت الصلاة فأنت مفترٍ على الله وعلى سنة الإسلام.
إذاً يكره أكل الثوم والبصل ويدخل فيهما الكراث.
وأنا أنصح الإخوة المسلمين إما أن يميتوهما طبخاً، أو من أكل رغبة فيها أن يأخذ بعض الروائح الجميلة، وألا يأتي إلى المسجد لأنها تؤذي المسلمين كثيراً، خاصة ممن يتجشأ فإنه يؤذي عباد الله في المسجد، وعند مقابلة الناس، ومناجاة الناس، وعليه أن يحاول أن يكون له وقت إذا اضطر إليه، وأن يغير الرائحة من الثوم والبصل، فإنه مضر بعباد الله الصالحين.