فاعمل لنفسك أن تكون إذا بكوا في يوم موتك ضاحكاً مسرورا
{وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ}[الأنعام:٩٤] يوم تدفن لا يدفن معك إلا العمل الصالح:
{يتبعه أهله وماله وعمله فيرجع اثنان ويبقى العمل}.
دخل بعض الصحابة على أبي ذر الغفاري رضي الله عنه، وهو من كبار الصحابة، فوجدوا عنده شملة، وقعبٌ يتوضأ فيه، وصحفة يغتسل ويأكل فيها، وعنده عصا، فقالوا له: أين متاعك؟ قال: هذا متاعي.
قالوا: وأين فرشك وأين طعامك؟!
وأين شرابك وملابسك؟!
قال: أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: {أن أمامنا عقبة ولا يتجاوز العقبة إلا المخف}
إن الذي يكثر من ملذات الدنيا وشهواتها يكون على حساب أجره عند الله عز وجل:{كُلّاً نُمِدُّ هَؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً}[الإسراء:٢٠].
أتى جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمفاتيح كنوز الأرض، أو أن تسير له الجبال ذهباً وفضة، فقال:{لا.
أعيش عبداً رسولاً، أجوع يوماً وأشبع يوماً} لأنه يعيش تحت مظلة لا إله إلا الله.