[قصة فرعون]
فرعون الطاغية الخبيث -عليه لعنة الله- وقف يقول لأهل مصر: {قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ} [الزخرف:٥١].
فجعل الله الأنهار تجري من فوق رأسه، دمره الله في اليم: {حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرائيلَ} [يونس:٩٠].
ما شاء الله تعلن الإسلام الآن؟! آمنت اليوم؟!
ملأت الدنيا أعمالاً سيئةً، ولطخت الدماء بيديك، وضحكت على التاريخ، ودُسْت القيم، والآن لما أصبحتَ في هذا المكان الضيق قلتَ: {آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرائيلَ} [يونس:٩٠].
مثلما يفعل كثير من الناس اليوم، أما وقت الرخاء فيتبجح على الله، ويتعدى على حدود الله، وينتهك حرمات الله، كثيراً ما ترى بعض الشباب لا يلقي بالاً للمساجد ولا للقرآن ولا للدعوة والذكر ومخافة الله، كلما عَنَّ له شيء، ركب رأسه، فإذا كسر ظهره وأصبح على السرير الأبيض في المستشفى عاد إلى الله، أين أنت وقت الرخاء؟!
أعند الشدة تعود إلى الله؟!
{فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ} [العنكبوت:٦٥].
يا رب عفوك لا تأخذ بزلتنا وارحم أيا رب ذنباً قد جنيناهُ
كم نطلب الله في ضر يحل بنا فإن تولت بلايانا نسيناهُ
ندعوه في البحر أن ينجي سفينتنا فإن رجعنا إلى الشاطي عصيناهُ
ونركب الجو في أمن وفي دعة فما سقطنا لأن الحافظ اللهُ
فلما بلغ فرعون هذا الموضع: {قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرائيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [يونس:٩٠] وهو دجال كذاب، لو كان صادقاً لآمن وقت الرخاء، قال الله سبحانه: {آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ * فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً} [يونس:٩١ - ٩٢] ولذلك طفر به البحر فأخرج جثته، فما زالت جثته إلى اليوم لم تأكله الأرض، ليكون عبرة لكل من ينظر، لكن الذي يحفظ الله في الرخاء يحفظه الله في الشدة.
إذا ضاقت عليك الضوائق وأتت عليك المصائب، وكنت في الرخاء تذكر الله وتقوم بحدود الله، ينجيك الله، ويجعل لك مخرجاً.
فاشدد يديك بحبل الله معتصماً فإنه الركن إن خانتك أركان