فضيلة الشيخ: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ألجأ إلى الله بالشكوى وأستفتيكم وأقول: ما أن يهم المؤذن أن يؤذن لصلاة العشاء فإذا بفرسان ينطلقون من الصفوف الخلفية لاحتلال أماكن متقدمة حتى يضيقوا على عباد الله حتى تختلف أضلاعهم عليهم، فيا فضيلة الشيخ! أفتنا فيما سبق إن كان جائزاً فيبين ذلك حتى ننطلق كما ينطلقوا ونحل محل الإمام، أفتونا جزاكم الله خيراً؟
الجواب
لقد صاغ الأخ السؤال صياغة جيدة، صياغة حربية عسكرية وليست فقهية شرعية، والمقصود: أن الذي يطالب به المسلم أن يحسن التعامل مع إخوانه ولا يضر مسلماً ولا يؤذيه لا بكلامه ولا بفعاله ولا بتصرفاته، وهذه التصرفات التي ذكر الأخ تأتي عن سببين اثنين: إما رغبة في الخير أكيدة مع عدم تفقه في دين الله عز وجل، أو شيء من السفه، أن يكون هناك أناس صغار في السن ما بلغوا من التؤدة والعقل والاتزان ما يجعلهم يقومون بحقوق المسلمين.
فنصيحتي للإخوة: أنه من أتى في مكان أن يلزم مكانه، وأن المتقدم له المكان المتقدم، أما يتأخر في آخر الناس ثم يأتي وهو متأخر ثم يقتحم الصفوف ويقتحمها صفاً صفاً فهو آثم وأظنه لا يبرأ من الذنب لأنه آذى إخوانه المسلمين، وسبب في إرباك الصفوف وتخطي رقاب الناس، وقد نهى صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فنصيحتي إن كنت تريد الأجر وكنت تريد المسابقة فعليك أن تأتي مبكراً وإلا فتبقى في مكانك، ولو كانت المسألة بالقوة كان أقوى الناس سبقوا على الصفوف الأولى، وكان الضعاف من أمثالي وأمثالك يصلون في آخر المسجد، لكن المسألة بالتقدم في أول الوقت، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول:{لو يعلمون ما في الصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا} أو كما قال عليه الصلاة والسلام، فأنا أدعوك إلى حسن التعامل مع الناس وفقني الله وإياك لما يحبه الله ويرضاه.