[أهمية الهداية]
الحمد لله القائل: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى * ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى} [النجم:١ - ٦].
والصلاة والسلام على رسول الله القائل: {والذي نفسي بيده لا يسمع بي يهودي ولا نصراني ولا نصراني ثم لا يؤمن بي إلا دخل النار}.
أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
أيها المسلمون الفضلاء! أيها الصائمون النبلاء! أيها الأتقياء الأولياء! عنوان هذه المحاضرة: الهداية.
أزفها بمناسبة هذا الشهر الكريم، وأهديها لمن فكر أن يتوب، ولمن رشح نفسه أن يكون عبداً لله، ولمن فكر يوماً من الأيام أن ينقذ نفسه من الهموم والغموم والأحزان، والتمزق والفجور، والبعد عن الله، أعداء الله يشكون الظلام؛ لأنهم ما رأوا نور محمد عليه الصلاة والسلام، ويشكون الظمأ؛ لأنهم ما شربوا من نهره صلى الله عليه وسلم، ويشكون الجوع؛ لأنهم ما جلسوا على مائدته:
أين ما يدعى ظلاماً يا رفيق الليل أينا إن نور الله في قلبي وهذا ما أراه
قد مشينا في ضياء الوحي حقاً واهتدينا ورسول الله قاد الركب تحدوه خطاه
قد شربنا من كئوس الوحي حقاً وارتوينا وكتبنا في العلا بالحق تمجيد الإله
عناصر هذه المحاضرة:
أولها: الهداية إلى الصراط المستقيم، وما هو الصراط المستقيم؟ وأي صراطٍ مستقيم هو؟ بين مناهج الأرض وأطروحات الأرض، وقوانين الأرض، أسباب الهداية، كيف يهتدي العبد، الهداية تزيد وتنقص، الهداية إلى الأعمال الصالحة، الهداية العامة والهداية الخاصة: أقسام الهداية، انفراد الله سُبحَانَهُ وَتَعَالى بالهداية وحده، لا يهدي إلا هو، الهداية لصاحبها، وليست لأحد من الناس، هل الهداية سببٌ للمخاوف؟ سؤالٌ يجاب عنه في المحاضرة
الهداية بالوحي، لا بمادةٍ أخرى؛ لأن الوحي وحده أثبت أنه الطريقة السلمية إلى الله عز وجل، الهداية هي السعادة الحقيقة، الهداية المطلقة، من معالم الهداية ودنيا الهداية، شرح الصدر علامةٌ للهداية، أما العنصر الخامس عشر: فهو مع محمدٍ عليه الصلاة والسلام، ومع الهداية في السنة النبوية، من كلامه، ومن منهجه ومن مشكاته صلى الله عليه وسلم.
وقبل أن نبدأ نقول: إنما يمكن أن يشفي سقمنا ومرضنا هو الهداية وحدها، ولذلك توجه هذه الكلمة لطبقات الناس؛ للملوك وللأمراء، وللوزراء، وللعلماء، وللعامة، وللأغنياء، وللفقراء؛ لأن الله نادى الجميع فقال: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ} [النساء:١].
تعال يا من حاله في وبال ونفسه مغروسةٌ في عقال
يا راقداً لم يستفق عندما أذن في صبح الليالي بلال
روض النبي المصطفى وارفٌ وأنتمُ أصحابه يا رجال
والذي لا يركب في سفينته لن ينجو أبداً، وسوف يدركه الهلاك وتدمر حياته ومستقبله، جرب أهل الذكاء ذكاءهم فكان إخفاقاً ولعنة، وجرب أهل المال مالهم فكان غضباً عليهم وسحقاً وفقراً، فعرفوا بالتجارب والاستقراء أنه لا يمكن أن ينجو أحد إلا في سفينة محمد عليه الصلاة والسلام، وأنا جعلت أكثر مادة هذه المحاضرة آيات من القرآن الكريم، وجمعت في هذا الموضوع أكثر من ستين آية من كتاب الله عز وجل، تتكلم كلها عن الهداية، وعن تعريف الهداية، وأسباب الهداية، وطرق الهداية، ونتائج الهداية، ومن المهتدي حقيقة، وما علامة الهداية، وكلها سوف تسمعونها.