[قصيدة شعرية للشيخ عائض القرني]
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, ومن سيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
اللهم صلّ وسلم على حامل لواء العز في بني لؤي, وصاحب الطود المنيف في بني عبد مناف بن قصي, صاحب الغرة التحجيل, المؤيد بجبريل, المعلم الجليل، المذكور في التوراة والإنجيل, صلى الله عليه وسلم كلما تضوع مسك وفاح, وكلما ترنم حمام وصاح, وكلما شدا بلبل وناح.
هذي جراحي وهذا كله وصبي وهذه دمعتي سالت على تعبِ
يكفيك يا قلب أنا في القصيم غدت قلوبنا تنسج الأفراح في طربِ
يا ماسح الدمع عن عيني ذكرتكم والهم ينتابني والهول يعصف بي
فيا فمي اليوم قبل كل ناصية شماء واقصد بها الرحمن واحتسب
بريدة الحق ما زالت محجبة وصانها الله من باغ ومغتصبِ
أمطر عنيزة دمع الحب يحمله روادها من صميم السادة العرب
في الرس ترسو المعالي وهي راسخة وفي البكيرية الغراء كل أبي
يا بن البدائع أبدع ما أردت على نهج الرسول ونهج الثلة النجب
يا مذنب الأوفياء الله يحفظكم من زاركم مذنباً في دينه يتب
هل أخبروك عن الخبرى وما فعلت أجيالها حاملو الأقلام والقضب
قصدي عيون الجوى يا عين فاغتنمي يا صاحب العين لا تأس على الحجب
شمس الشماسية البيضاء معتقة بالبر والخير لم تكسف ولم تغب
أرض الأشاوس ما دانت لمضطهد جوراً وما صافحت كفاً لمنتهب
ولا استناخت لجبار على رغم لو كان من يزن نسلاً ومن كرب
أنوف أبطالها مرفوعة أبداً إذا أنوف خصوم الحق في الترب
صلى على أرضها روح الفدى وسقى ترابها معصرات المزن في السحب
وذاد عنها دعاة الخير ما برحت ترمي الشياطين عنها الدهر بالشهب
أيها الناس! إن الذي يأتي ليحدثكم كالذي يروض الأسود, أو كالذي يسحب الحبل على شفرات السيوف.
أيها الإخوة! يوم أن أتيت إليكم قال لي قلبي: إنك تأتي قوماً أهل كتاب وسنة, فليكن أول ما تخبرهم عنه أنك تحبهم في الله, فأشهد الله في هذه الليلة, وأشهد ملائكته وأشهد حملة العرش, وأشهد المسلمين, أني أحبكم في الله, ولسان الحال يقول: {وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ} [يوسف:٨٨].
كان لي نية قبل فترة أن أتشرف بزيارة هذا المعلم, وهذا المكان، لأشارككم فرصة عودة دروس الشيخ الفاضل العالم المسدد سلمان بن فهد العودة , ونعيش هذه الأمنية الغالية، ولكني جئت الليلة معتذراً وشاكراً ومعانقاً ومسلّماً.