للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[إشادة جريدة عكاظ بطه حسين]

جريدة عكاظ دائماً تباشرنا بلطخات ولطمات على وجوه المسلمين، فهذه الجريدة في لطماتها ولطخاتها دائماً توجعنا تزعجنا، هدى الله القائمين عليها.

واجهتنا هذه الجريدة بمقالة في عددها (٩٢٣٨) يوم الخميس ١/ ٥/١٤١٢هـ، وهي تتكلم عن مقولة مطولة عن طه حسين، تقول في العناوين: " عبقرية متجددة، طه حسين جعل العلم كالماء والهواء، هو رجل التنوير الفكر المستنير، وهو مؤسس الثقافة العربية المعاصرة، وشمس منيرة، هذا طه حسين ".

وأنا ليس بيني وبين طه حسين قتال جاهلي، فهو لم يأخذ من ميراثي، وما أخذتُ له مزرعة؛ لكن بيننا وبينه وثيقة لم يحسن التعامل معها، وهي وثيقة: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة:٥].

فقد طعن طه حسين في القرآن، وقال: "إن ذكر إبراهيم عليه السلام، وإسماعيل عليه السلام في القرآن لا يعطينا قناعة أن هناك إبراهيم وإسماعيل".

وقال عن بدر: " إنها معركة افتعلت لحزازات بين الأوس والخزرج وبين قريش، أثارها التعصب الديني".

وقد تناوله بالرد العلمي الموثق بالبرهان والحجة: محمود شاكر رفع الله منزلته، فقد رد عليه في كتاب أباطيل وأسمار وفي كثير من كتبه.

وكتب عنه أنور الجندي مقالات.

فأخْبَرونا من هو طه حسين، وأنزلوه منزلته، وذكروا أنه ليس عميد الأدب العربي ولكنه عميل الأدب العربي -باللام ليس بالدال- وتناوله محمد قطب في آخر محاضرة له بعنوان: كيف نكتب التاريخ الإسلامي؟ التي ألقيت في أبها في مسجد الملك فهد قبل أسبوعين، ورد عليه محمد بن محمد حسين فأجاد كل الإجادة.

إذاً: يا عكاظ! خافي الله، أتضحكين على العقول والأذهان؟! أتقولين أن طه حسين جعل العلم كالماء والهواء؟! وتجعلينه التنوير والفكر، وشمس مشرقة منيرة؟!

إن هذا -والله- ينبئ أن هناك عدم مسئولية أو عدم وعي أو معرفة بنوعية الأشخاص أو الأطروحات أو الأفكار التي تُبَث، ونحن نحذرها، ونحرج عليها؛ لأنها قد عودتنا في صولاتها أنها تحتفي بالحداثيين كثيراً.

<<  <  ج:
ص:  >  >>