ما حكم اشتراط كثير من الشباب شروطاً قد لا تتوفر في بعض الفتيات حين الرغبة في الزواج؟
الجواب
سبق أن تحدثت في بعض المحاضرات للشباب عن هذا، وقلت: إن بعضهم يشترطُ شروطاً حتى شروط الترمذي في صحة الحديث، أو شروط ابن حبان لا تصح عنده، أي: لا يمكن أن توافق هواه، وبعض الشباب يشترط شروط المجتهد عند الرازي، وربما ينتظر حتى يعطى حورية من الحور العين، إنه يشترط أن تكون زرقاء العينين، طويلة، إذا مشت تحت البواري فرت، وإذا جلست استقرت، لا هي بطويلةٍ ممشوقة، ولا بقصيرةٍ مرموقة، حاكمة إذا تكلمت، ناطقة إذا تبسمت، كالليل إذا أدبرت، وكالنهار إذا أقبلت، فقلنا له: ينتظر حتى يموت ولا يتزوج في هذه الحياة الدنيا، وهو ينتظر حتى يرضى ببني جنسه، وهو من الطبيعة ومن الجبلة، وموجود معنا من بني جنسنا، فيرضى من إنتاج بلده والحمد لله، وأظن أن هذه ظاهرة عند الشباب ومعلومة، وإذا توفر في المرأة الدين، فإن الدين يصلح كل شيء، وما أظن أنها أصبحت ظاهرة عند بعض الشباب بحيث أنهم يحجمون عن الزواج لهذه الشروط، هم يتساهلون إذا وجدوا الملتزمة المستقيمة التي تفهم أمر ربها، وتكون حسنة الخلق، أما الشروط هذه فما أظن أنها ظاهرة إلا في بعضهم، وهم قليل إن شاء الله.