قارون أغنى من ملك المال في الدنيا، لعنه الله لعنة تحيط به وبأهله، لماذا؟
لأنه ما عرف الله.
أتاه الله مالاً، وقال: يا قارون! خف الله في المال، اتق الله في هذا المال، المال وديعة عندك يا قارون، أنت ومالك مسلوب، فماذا أخذنا نحن من ميراث قارون؟!
إن كان عند أحدنا بيت أو سيارة أو بعض الأبناء أو وظيفة، فهي لا تساوي ذرة من ذرات كنوز قارون! فإن قارون لما آتاه الله الكنوز كانت مفاتيح كنوزه تنوء بها العصبة من الرجال، عشرة رجال لا يحملون المفاتيح؛ فما بالك بالقناطير المقنطرة من الذهب والفضة؟! ماذا فعل؟
خرج في أبهة خرج في جبروت خرج في كبر، والإنسان إذا نسي الله، وترك الذكر والصلاة جفا قلبه، وأصبح قطعة حجر، أصبح قلبه مثل قلب الثور، لا يعي ولا يعرف ولا يفقه، يأكل ويشرب لكن له قلب لا يفقه به، وله سمع لا يسمع به، وله بصر لا يبصر به.