للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الإمام الزهري وصوت الحق]

ذكر الشوكاني وغيره في فتح القدير: أن الزهري -المحدث الكبير- دخل على الخليفة هشام بن عبد الملك فقال هشام للعلماء -وكانوا جلوساً عنده-: من الذي تولى كبره؟

الذي تولى كبره في سورة النور هو عبد الله بن أبي بن سلول، في حادثة رمي عائشة بالفاحشة طهرها الله وزكاها، فخاف العلماء؛ لأن هشاماً كان ناصبياً يبغض علي ويدعي ويزعم أن الذي تولى كبره هو علياً رضي الله عنه وأرضاه.

قال لـ مسلم بن يسار: من الذي تولى كبره يا مسلم؟ قال: الذي تولى كبره هو عبد الله بن أبي.

قال: كذبت، الذي تولى كبره هو علي بن أبي طالب.

قال: أمير المؤمنين أعلم بما يقول.

ثم قال للآخر: من الذي تولى كبره؟ فأخبره فكذبه.

ثم قال لـ محمد بن مسلم بن شهاب الزهري: من الذي تولى كبره؟ قال: الذي تولى كبره هو عبد الله بن أبي بن سلول.

قال: كذبت.

قال: بل كذبت أنت وأبوك وجدك، والله لو نادى مناد من السماء أن الكذب حلال ما كذبت، ووالله الذي لا إله إلا هو لقد حدثني علقمة بن وقاص وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة، وحدثني عروة بن الزبير عن عائشة أن الذي تولى كبره هو عبد الله بن أبي بن سلول.

فارتعد الخليفة وقال: هيجناك، سامحنا! {فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} [يوسف:٦٤].

<<  <  ج:
ص:  >  >>