وتأتي مرات وكرات وفي بدر كان علي يقرأ قوله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى:{هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ}[الحج:١٩] فتدمع عيناه، ويقول: أنا أول من يجثو عند الله يوم القيامة للخصوم، أنا ومن بارزني يوم بدر (هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ) أي المسلمون والكافرون في بدر، فلما أتى يوم بدر دعا صلى الله عليه وسلم؟! بعد أن سمع صياح القرشيين وهم يقولون: من يبارز؟ من يبارز؟ يا محمد، أخرج لنا ثلاثة من أصحابك، فقال: الأنصار أهل المدينة رضي الله عنهم وأرضاهم قالوا: نخرج لهم يا رسول الله، لكن الرسول صلى الله عليه وسلم استحى أن يكون أول القتلى من الأنصار، فأراد أن يجعله في قرابته ليري الناس أنه يؤثر صلى الله عليه وسلم، وأنه يتحمل المعضلات، فجعلهم كلهم من أبناء عمومته المتبارزين، فقال:{قم يا حمزة، قم يا علي بن أبي طالب، قم يا أبا عبيدة بن الحارث} فقام الثلاثة فقتلوا الثلاثة المشركين.