هذا عمران بن حطان شاعر خارجي، والخوارج فيهم ثلاث صفات سيئة -وهم كلاب النار- وفيهم ثلاث صفات جيدة: فهم زُهَّاد، وصادقون، وشجعان.
أما الشجاعة: فيضربون الرءوس ويقطعونها تقطيعاً بارعاً.
وأما الزهد: فلا يلتفتون إلى الدنيا أبداً.
وأما الصدق: فلا يكذبون، ولذلك قَبِل البخاري رواية عمران بن حطان في الصحيح.
وعمران هذا هو صاحب الأبيات المشئومة، في قُتِل علي بن أبي طالب مِنْ قِبَل ابن ملجم؛ قال ابن حطان يمدح ابن ملجم:
يا ضربةً مِن تقيٍّ ما أرادَ بها إلا ليبلُغ مِن ذي العرش رِضوانا
إني لأذكرُه يوماً فأحسَبُه مِن خير خلق عباد الله ميزانا
فرد عليه علماء أهل السنة، وقالوا لـ عمران ذاك:
يا ضربةً مِن شقيٍّ ما أرادَ بها إلا ليبلُغ مِن ذي العرش خسرانا
إني لأذكرهُ يوماً فألعَنُه وألعنُ الكلبَ عمران بن حطانا
وذكر الذهبي أن عمران هذا أوقف قتادة بن دعامة السدوسي أحد علماء أهل السنة، وأخذه بتلابيب ثوبه -وكان قتادة أعمى- ثم قال:" يا قتادة! اسمع أبياتاً لي في الدنيا ما قالها أحد، قال: قُل قال:
أرى أشقياءَ الناسِ لا يسأمونها على أنهم فيها عراة وجوَّعُ
أراها وإن كانت تَسُرُّ فإنها سحابةُ صيفٍ عن قليلٍ تَقَشَّعُ
"
والمعنى: أنهم لا يسأمون الدنيا، وأشقياء الدنيا خدم أهل الدنيا.