للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[كثرة الذكر والاستغفار والتهليل]

ومنها: كثرة الذكر: من الاستغفار والتسبيح والتهليل والتحميد والتكبير، والصلاة على الرسول عليه الصلاة والسلام: {أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد:٢٨] يا مسلمون! اشغلوا ألسنتكم بذكر الله في رمضان وغير رمضان، أكثروا من التهليل، ليكن للعبد مئات من التهليل، ومئات من التسبيح، مئات من الصلاة والسلام على المصطفى عليه الصلاة والسلام، يقول عليه الصلاة والسلام: {سيروا هذا جمدان، سبق المفردون، قالوا: يا رسول الله! وما المفردون؟ قال: الذاكرون الله كثيراً والذاكرات} حديث صحيح، وقال عليه الصلاة والسلام لرجل سأله: {إن شرائع الإسلام قد كثرت علي فدلني على شيء أتشبث به، قال: لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله} حديث صحيح في سنن الترمذي، وقال صلى الله عليه وسلم: {من قال: سبحان الله وبحمده؛ غرست له نخلة في الجنة} حديث صحيح في سنن الترمذي، وقال عليه الصلاة والسلام: {لأن أقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر؛ أحب إلي مما طلعت عليه الشمس} ووالله ثم والله لقد وجدت ألوف مؤلفة من الأمة الإسلامية ما عرفوا إلى اليوم مستقبلهم ولا مصلحتهم ولا طريقهم إلى الله، قوم جعلوا بيوتهم ثكنات للمعصية وللفاحشة وللغناء، وهذا الغناء عيب والله، وهو قلة مروءة، وقلة شهامة، حتى الأمم الكافرة والصهيونية -إسرائيل وجيش إسرائيل- لا يعرفون الأغاني الماجنة، لكن أن تربى أمة من الأمم وجيل من الأجيال على مطبلين ومغنيين ومغنيات؛ والله إنه خزي وعار، ويكفينا خيبة وهزيمة، يكفينا مغنون ومغنيات، ومطبلون ومطبلات، وفنانون وفنانات، يسمونهم نجوم لامعة، لا والله، نجومنا اللامعة: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي نجومنا اللامعة خالد بن الوليد وطارق وصلاح الدين ونور الدين محمود زنكي نجومنا اللامعة: ابن تيمية وأحمد ومالك والشافعي وأبو حنيفة، نجومنا اللامعة: من يتقي الله ويحافظ على الصلوات الخمس، أما أناس امتلئوا قذارة وقلة حياء يتصدرون للأجيال ليفسدوهم، ويطبلوا على أعوادهم، ويصدوهم عن المساجد، وطائرات إسرائيل تقصف بلادنا ومقدساتنا وأرضنا وكرامتنا، ما هذا العقل؟ وما هذا التمييز؟ وما هذا التصرف؟

إلى الآن لم نشعر بفائدتنا، ويظن بعض الناس إذا حدثنا في بعض المحاضرات أو الدروس وقلنا حرام، قال: هذا تنطع وتزمت، لكن انظر لبناتك وأبنائك الذين تربوا على الغناء ماذا فعلوا، ارتكبوا فيما بعد الفاحشة؛ لأنهم سمعوا من المغني أنه يحب ويرى ويعشق وأنه يموت ويذوب فتجدهم يقولون:

هل رأى الحب سكارى مثلنا

يا من هواه أعزه وأذلني كيف السبيل إلى وصالك دلني

السبيل! نار جهنم إن لم يتب إلى الله، فيكفينا قلة حياء كما قال بعض العلماء: أُحل الغناء بإجماع الفساق وسكوت العارفين، أخذوا الفتوى من فساق، وأنا لا أقصد أن من يفتي بإباحة الغناء أنه فاسق، لكن من تصدر لإغواء الآمة وإرهاق وتضييع أوقات، وصد شبابنا عن القرآن، وعن حلقات الدروس تعقد في العصر في كثير من المساجد، محاضرات ودروس تقام في الجوامع في أكثر مناطق المملكة والشعوب الإسلامية، فيأتي هذا المغني الفاجر فيأخذ عوداً ويقف أمام الملايين ليعلمهم طريق الفاحشة، يقول: من هنا الزنا، من أراد أن يزني فليتبعني، حتى يقول ابن القيم: الغناء بريد الزنا ورقية الشيطان، وما داوم أحد على الغناء إلا وقع في الزنا، والعياذ بالله.

يا أيها المسلمون! هل من عودة إلى إدخال الإسلام في البيوت؟ وإدخال القرآن والشريط الإسلامي بدل الشريط الغنائي والمسلسل المهدم والفيديو المخرب، جلسة روحية بدل جلساء السوء، كتاب إسلامي بدل المجلة الخليعة، هل من عودة؟

لا يكفي أن نصلي فقط، والصلاة لها أثر في الواقع، ولذلك تجد بعض الناس يقول: نحن على خير والحمد لله، قلنا: والغناء، والربا، والزنا، والغيبة، والنميمة، قال: انظر المساجد الناس يصلون وسددوا وقاربوا والله غفور رحيم، وأبشر بالخير، الأمة في خير وإلى خير، نعم.

لكن من أفسد الأمة؟ ومن حول طريق الأمة من أن تكون أمة صالحة مهتدية، وأن تكون أمة عابدة متجهة إلى الله تبارك وتعالى.

<<  <  ج:
ص:  >  >>