للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

المخاطبون في القرآن بـ (يَا أَيُّهَا ...)

يا أيها الناس! يخاطب به في الجمل العقدية والبعث والنشور التي ينكرها الكفار، ويدخل فيها المؤمن.

ويا أيها الذين آمنوا! في الأحكام والعبادات وحتى في النهي عن كثير من المعاصي.

ويا أيها النبي! فيه أمر للرسول صلى الله عليه وسلم، وأمته تخاطب بما يخاطب به صلى الله عليه وسلم.

ويا أيها الرسول! في تبليغ الرسالة عليه أفضل الصلاة وأتم السلام.

(يا أيها الناس) وأصلها من (ناس ينوس إذا تحرك) وسموا ناساً لأنهم يتحركون في الأرض.

يقول سُبحَانَهُ وَتَعَالَى في سورة الفرقان: (وَأَنَاسِيَّ كَثِيراً) [الفرقان:٤٩] أناسي: أناس كثير، لكن هل تسمى الأنثى إنسانة؟

الجواب

كأن هذا اشتقاق ليس بصحيح في العربية، إنما لأن الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى إنما ذكر الناس وذكر الإنسان ولكنه لم يذكر لفظ إنسانة، والرسول صلى الله عليه وسلم لم يذكر إنسانة، وهذا مثل بعض الاشتقاقات التي ليس لها مدلول في العربية.

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ} [البقرة:٢١] اعبدوا: قيل معناه: أخلصوا التوحيد.

وقيل: ادخلوا في دين الله، وهو بمعنى الأول.

وقيل معناه: تعبدوا وتزودا من النوافل بعد الفرائض.

فإن كان معناه: النوافل بعد الفرائض فهو للمؤمنين، وإن كان معناه: أخلصوا الدين فهو للمنافقين، وإن كان معناه: ادخلوا من الكفر إلى الإسلام فهو للكافرين، والصحيح أن (اعبدوا الله) يدخل فيها الجميع.

والعبادة أشرف مرتبة، وشرفك في الحياة أن تكون عبداً لله.

ومما زادني شرفاً وفخراً وكدت بأخمصي أطأ الثريا

دخولي تحت قولك يا عبادي وأن صيرت أحمد لي نبيا

لا تدعني إلا بيا عبدها فإنه أشرف أسمائي

ومن أحسن من تكلم في العبودية شيخ الإسلام ابن تيمية، وهو إذا تكلم في موضوع شفى عليلك، وأروى غليلك، فأنبه الإخوة للرجوع إلى كتابه العبودية، وهو لا يكلف وقتاً، يقع في مائتي صفحة أو ما يقاربها، وهو كتابٌ مجيدٌ على عادة ابن تيمية، رحم الله روحه، وسقى الله عظامه شآبيب الرضوان.

<<  <  ج:
ص:  >  >>