{هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ}[الزمر:٩] هل يستوون؟
عالم يتدبر الآيات ويعيش في ظلال الأحاديث، ويعيش في رياض الفقه والتفسير، أيستوي هو ورجل أغلف ما همه إلا الطعام والشراب والرقص واللهو واللعب؟ يعيش على العود وينام على العود، نغمة الموسيقى تقيمه وتجلسه وتحييه وتميته، هل يستوي هو ومن أنار الله بصيرته بالعلم؟ قال تعالى:{يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ}[المجادلة:١١] وذكر الدرجات هنا، لأنها عظيمة لا يعلم عددها ولا عظمها ولا فخامتها إلا الحي القيوم.
{يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ}[المجادلة:١١] فيه تنبيه على أهمية الإيمان، فعلم بلا إيمان ليس بعلم، وتوجه بلا إيمان ليس بتوجه، وثقافة بلا إيمان وبلا حب ليست بثقافة، ومعرفة بلا إيمان ليست بمعرفة، قال تعالى:{يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ}[المجادلة:١١] أيها المسلمون {وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ}[المجادلة:١١] والعلم لا ينفع إلا بإيمان، إن الخواجة يستطيع أن يصنع الطائرة والبارجة والثلاجة، لكن كما قال تعالى:{يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ}[الروم:٧].
وقال تعالى:{بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْهَا بَلْ هُمْ مِنْهَا عَمُونَ}[النمل:٦٦] إذا تزود الناس بالدراهم والدنانير والسيارات والفلل والثياب والغتر؛ فتزود أنت بالعلم النافع:{وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً}[طه:١١٤] لا تتزود من الحطام، وتزود من العلم كل يوم آية، وحديثاً، ومسألة، فإنها تُكوِّن عقلك وقلبك وفكرك، وتكون بها من السعداء يوم القيامة.