تمر عليه الثلاثة الأيام والأربعة في بيته، فلا يجد ما يشبع بطنه لا يجد التمر، ولا يجد اللبن، ولا يجد خبز الشعير، وهو راضٍ برزق الله وبنعيم الله:{فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً}[المعارج:٥].
ينام على الحصير، ويؤثر الحصير على جنبه، وينام على التراب في شدة البرد، ولا يجد كساءً:{فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً}[المعارج:٥].
بيته من طين؛ إذا مد يده وصلت إلى السقف، وإذا اضطجع فرأسه في جدار، ٍ وأرجله في جدار، لأنها دنيا:{فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً}[المعارج:٥].
فرعون على منبر الذهب، وفي إيوان الفضة، ويلبس الحرير، وكسرى في عمالة الديباج، وفي ميزانية الدرر والجواهر، ومحمد صلى الله عليه وسلم، على التراب:{فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً}[المعارج:٥].
أتى جبريل بمفاتيح خزائن الدنيا، وسلمها إلى المصطفى صلى الله عليه وسلم، وقال:{أتريد أن يحول الله لك جبال الدنيا ذهباً وفضة؟ قال: لا.
أشبع يوماً وأجوع يوماً حتى ألقى الله}.
حضرته سكرات الموت، قالوا: تريد الحياة؟ تريد أن تبقى؟ ونعطيك ملكاً عظيماً مثل ملك سليمان أو يقاربه، قال:{لا.
بل الرفيق الأعلى، بل الرفيق الأعلى، بل الرفيق الأعلى}.
أيُّ عظمةٍِ هذه العظمة!! أي إشراقٍ هذا الإشراق! أي إبداعٍ وروعةٍ هذا الإبداع والروعة!!
بشرى لنا معشر الإسلام إن لنا من العناية ركناً غير منهدم
لما دعا الله داعينا لطاعته بأكرم الرسل كنا أكرم الأمم
أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولجميع المسلمين، فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو التواب الرحيم.