أما العنصر الرابع: من عناصر هذه الجلسة وعناصر هذه الكلمة، فهو واجبنا كشباب نعيش الصحوة، وكجيل نتجه ونقبل إلى الله، وقبل أن أتحدث في هذا العنصر أيها الأبرار الأخيار، أحب أن أفهم وأن يفهم معي من أراد أربع مسائل.
المسألة الأولى: العلم قبل القول والعمل قال الله: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ}[محمد:١٩] ومن أراد أن يعمل أو يقول قبل أن يتعلم قد أخطأ سبيل الخير فعليه أن يتعلم ويعمل.
المسألة الثانية: الدعوة لا تنفع إلا بعلم، فمن أراد أن يتصدر للناس بالدعوة وليس عنده علم فسوف يخطئ ويضل، وسوف يغوي الناس.
المسألة الثالثة: الحماس نبتة ضئيلة، زهرة ربيع تذبل، والعلم بالدليل شجرة أصلها ثابت وفرعها في السماء، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها، الحماس، الهيجان، الخطب النارية، المقالات الفكرية إذا بولغ فيها فهي نبتة ضئيلة، كزهرة الربيع تذبل في ثلاثة أشهر، أما العلم بالدليل فإنه:{كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ}[إبراهيم:٢٤ - ٢٥].
المسألة الرابعة: العلم هو الدليل، قال سُبحَانَهُ وَتَعَالى:{قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا}[الأنعام:١٤٨]{قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}[البقرة:١١١].