نحمد الله عز وجل على أننا نلتقي في كل سبت، وأصبح عندنا مساء السبت وجبة شهية معتادة، فإنا ندعوك إلى كثرة التحضير والمراجعة، فقد لمسنا ذلك في سفينة النجاة؟
الجواب
أسأل الله عز وجل أن يتقبل منا ومنكم، يقصد الأخ بقوله سفينة النجاة المحاضرة السابقة، وأنا أشعر بحب وفرح وسرور مساء السبت، والسبب أني أنظر إلى وجوهكم الغالية، فأسأل الله أن يتمم هذا الخير، وأن يجعلها حلقة وصل للتفقه في الدين والذكر، وحفوف الملائكة، ونزول السكينة، وغشيان الرحمة، وأن يذكرنا الله فيمن عنده.
فأبشروا وأملوا ما يسركم، وإن الموضوع هذا كالخطوط الحمراء بقيت أسبوع وأنا أفكر في مداخل الحديث وما يحضر له من آيات ومن أحاديث؛ لأن الداعية عليه أن يحترم جمهوره، وعليه أن يحترم من يحضر، لأني أعرف أن ممن يحضر من هو أفضل ممن يتكلم، وقد يكون أعلم وأفقه وأتقى، فما حضر إلا احتراماً، والأمة أصبحت واعية، فقد ارتفع منسوب الوعي والفهم عند الناس.
وأنا مدين بهذا الحضور وأشعر بهيبة وبرهبة وخجل يوم أجلس هنا، ولذلك تجد أحياناً في الإلقاء اندفاع بحرج؛ لأن الإنسان يتصور وهو يجلس أمام المئات من الأساتذة ومشايخ الجامعات والقضاة وطلبة العلم والصالحين والأخيار، ومن يقوم الليل، ومن يصوم النوافل، ومن يريد إعلاء هذا الدين، ومن يفقه الأمة.
والخلاصة الخالصة أنه يشعر أنه لا بد أن يلقي كلاماً مفيداً وأن يحترم عقولهم وأذهانهم؛ لأنهم احترموه بالحضور، وهذا يكون وأنا مستعد ومتقبل للملاحظات من الإخوة.