ما هي الوسائل التي تعين الشباب على الاستقامة؟ وما هي العوامل لتثبيت حفظ القرآن الكريم؟
الجواب
نحن منذ صلاة المغرب ونحن في هذه الوسائل التي تعين على الاستقامة، وأما التي تعين الإنسان على حفظ القرآن فأمور، أذكرها في نقاط:
أولها: تقوى الله عَزَّ وَجَلّ، قال تعالى:{وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ}[البقرة:٢٨٢].
ثانيها: كثرة الاستغفار، فإن الذنوب تجعل الإنسان لا يفهم ولا يحفظ كثيراً، ولذلك يقول سُبحَانَهُ وَتَعَالَى لما ذكر:{فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ}[المائدة:٤٨] ثم قال سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: {وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً}[النساء:١٠٦] يقول للرسول صلى الله عليه وسلم: واستغفر الله، قالوا: فمن أسباب الحفظ والفهم كثرة الاستغفار.
ومنها: المراجعة؛ أن تراجع ما حفظت، فإن بعض الناس يتعب فيحفظ ثم يترك المراجعة، ثم ينسى ما حفظ، ثم يبدأ وهكذا، فلا يصلح إلا بمراجعة، ومن أحسن وسائل المراجعة: الشريط، أن تستمعه في سيارتك، وفي بيتك، وأن تسمع قراءة المقرئين في السور وفي الصلاة.
ومنها: أن يكون لك زميل تحفظ معه في أوقات هادئة وطيبة.
ومن أسباب حفظ القرآن: معرفة معاني القرآن (التفسير) فتطلع على المعاني؛ لأنك إذا عشت الأحداث، وعشت تذييل الآيات، وعشت خواتم الآيات حفظته بإذن الله.
بعض الشباب لقلة معرفتهم بالتفسير يأتي إذا أراد أن يختم الآية يقول:{لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}[النور:١] ولو فهم المعنى ما ختم بهذا، لقال: لعلكم تسمعون، لأن الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى في آيات الليل يذكر السمع، وفي آيات النهار يذكر البصر.
قال الرازي: لأن البصر في النهار هو الآلة، والسمع في الليل هو الآلة، فلو فهم هذا المعنى وتلك النكات واللطائف لأعانته على حفظ هذه المعاني وغيرها، هذا ما يحضرني في هذا الباب.