يقول الأخ: طلبنا من كثير من الإخوة النزول معنا لتعليم الناس في تهامة كما قلتم لنا، فاستجاب بعضهم واعتذر البعض، وبحثنا عن سيارة تايوتا جيب لأنها تعطلت سياراتنا وما عندنا إلا هيلوكسات، فتعطلت سيارات الإخوان وما وجدنا من يساعدنا.
الجواب
أنا سمعت بهذه القصة، وهذه القصة تلخيصها: أن أمامي مئات من الناس دعوناهم -جزاهم الله خيراً- إلى النزول أو من يستطيع منهم لتعليم الناس في القرى الفاتحة والوضوء وأركان الإسلام، علَّ رجلاً واحداً تعلمه يدخلك الله به الجنة ويكون في ميزان حسناتك لأنهم بحاجة، فاستجاب بعض الإخوة ونزلوا، ولكن المشكلة حدثت أن ما عندهم سيارات تنزل بهم، فذهبوا إلى كثير من الإخوة الذين استعدوا وهزوا رءوس الاستعداد، وقالوا: نحن نساهم وننفذ كل شيء في صالح هذا الدين.
فقالوا: نريد سيارتك ننزل بها، قال: سيارتي معطلة، سبحان الله! ما تعطلت إلا عندما ستذهب في الدعوة، أما في النزهة والسفر فكالساعة، وذهبوا إلى غيره فلم يجدوا، وفي الأخير أتى رجل من الصالحين وقال: عندي سيارة هيلوكس اركبوا في الصندوق، وأنتم دعاة فاصبروا، فركبوا في الصندوق، وأما سياراتنا فما نزل منها أحد، فسلام الله عليها.
ما لها ما نزلت في الدعوة؟ ولو كان هناك أمر أو زفير أو شهيق أو صفير أو نزهة لنزلت، ولكن سبحان الله! يأبى الله عز وجل إلا أن يتم هذا الدين ولو بالوسائل البسيطة، فإن محمداً صلى الله عليه وسلم بلغ دعوة الله على بغلة وحمار، حتى بلغت أسبانيا ونقشبند والسند:{وَاسْتَغْنَى اللَّهُ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ}[التغابن:٦].
فمن أراد أن يمسك سيارته فليحفظها وسوف يلقاها يوم القيامة، ومن أراد أن يبذل من ماله فما بذله إلا لنفسه وما أبر إلا بنفسه:{مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ}[النحل:٩٦] وأنا أدعو ثانية إلى النزول وإلى تعليم الناس.