من أعظم عقوبات المعاصي: أن يضرب الله قلوبنا ضرباً ليس بعده ضرب، وهو ضرب القسوة -نعوذ بالله من قسوة القلوب- قال سبحانه:{ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ}[البقرة:٧٤] وقال سبحانه: {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ}[المائدة:١٣] ولكن كيف لا يقسو قلب الموله اللاعب اللاهي، قلب المغني، وقلب الذي لا يعرف الصلوات الخمس في المسجد، وقلب الذي يعيش حياة الخواجات، لا يعرف من الإسلام إلا رسمه أو اسمه، مسلم بالحفيظة ولكنه لا يحمل من الإسلام شيئاً؟! عددنا كثير، فالمسلمون مليار لكن:
عدد الحصى والرمل في تعدادهم فإذا حسبت وجدتهم أصفارا
من كل مفتون على قيثارة كل رأيت بفنه بيطارا
ومن آثار الذنوب: البغضاء التي تحدث بين القلوب، ولذلك تشتت الأسر، وقطعت الأرحام، وعق الوالدان، فنشكو حالنا للواحد الأحد.
ومن عقوبات المعاصي: قلة البركة في الأموال والأولاد، جيلٌ في البيوت من الأبناء والأولاد البركة فيهم قليل، وأموالٌ كالجبال وبنوك، ولكن لا بركة.
ومن عقوبات المعاصي: فساد طعم الحياة، وهذا يُسمى انطفاء النور.
قال الإمام مالك للشافعي: إني أرى عليك آثار النور والنباهة، فإياك أن تفسد نورك ونباهتك بالمعصية.
وقال أحدهم: نظرت إلى منظرٍ لا يحل لي، فنسيت القرآن بعد أربعين سنة، فنعوذ بالله من الخذلان والمعاصي والحرمان.