[من آداب الدعاء: توخي الأوقات الفاضلة]
للدعاء أوقات، وأعز وقت في السحر، سبحان الله الذي جعل السحر من أفضل الأوقات!
قلت لليل هل بجوفك سر عامر بالحديث والأسرار
قال لم ألق في حياتي حديثاً كحديث الأحباب في الأسحاري
نام الناس ورقدوا وغفلوا إلا الله، وفي الصحيحين: {ينزل ربنا سُبحَانَهُ وَتَعَالَى إلى سماء الدنيا، فيقول: هل من سائل فأعطيه؟ هل من مستغفر فاغفر له؟ هل من داع فأجيبه؟ فإذا طلع الفجر ارتفع الله} فالسحر عجيب {وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [الذاريات:١٨] {وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ} [آل عمران:١٧] إن كنت تريد الخير فكن من الداعين في الثلث الأخير يوم تنام العيون إلا عين الله:
نامت الأعين إلا مقلة تذرف الدمع وترعى مضجعك
فالسحر السحر.
والسجود من الأماكن والحالات الفاضلة، يقول عليه الصلاة والسلام: {إني نهيت أن أقرأ القرآن وأنا ساجد، فأما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم} -أي جدير- حديث صحيح.
وصح عنه -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: {أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد}.
يقولون: كان محمد بن جعفر الصادق إذا سجد في المقام بكى عند الكعبة حتى يبكي الناس، ويقول: مسكينك بين يديك، فقيرك بين يديك.
نور الدين محمود بن سبكتكين التركي المجاهد العظيم كان إذا سجد يقول: اللهم اغفرلي، فإن عندي من الخطايا كالجبال.
هذا هو الصدق والإخلاص.
محمد بن واسع الأزدي يوم فتح المسلمون كابل عاصمة أفغانستان طوقوها فأخذ يرفع سبابته ويتكئ على رمحه، ويقول: يا حي يا قيوم! انصرنا.
فيقول المجاهد قائد المعركة قتيبة بن مسلم: والله لأصبع محمد بن واسع عندي خير من مائة ألف سيف شهير، ومن مائة ألف شاب طرير.
إذاً: توخي الأوقات الفاضلة ومنها الساعة التي بعد صلاة العصر إلى المغرب من يوم الجمعة فما جاء في الصحيحين قال عليه الصلاة والسلام: {إن في الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم يدعو الله عز وجل أو يصلي -كما في رواية أبي هريرة - ويسأل الله شيئاً إلا أعطاه} إذا جلست في المسجد أو في بيتك داعياً منيباً مخبتاً لبى الله طلبك.
ومن الأوقات: يوم عرفة، حيث يتجلى الله للناس يوم عرفة فيقول: {يا ملائكتي! انظروا لعبادي أتوني شعثاً غبراً ضاحين، أشهدكم أني قد غفرت لهم}.