يقول أنا شاب كثير القراءة وأحبها كثيراً حتى أنني قد أقرأ الكتاب المكون من مائتي صفحة في الصباح وأنتهي منه بالليل دون أن أترك كلمة واحدة، وأحس بعد الانتهاء أني قد فهمته، ولكن بعد مرور الوقت أنسى كل ما قرأت ماذا أفعل؟
الجواب
أولاً -يا أخي- تشكر على القراءة، وأنا أوصيكم بكثرة القراءة، من أراد العلم والتوسع فليقرأ أكبر قدر من الكتب التي يجدها، يقول ابن الجوزي في صيد الخاطر: إنه قرأ في وقت الشباب ما يقارب من عشرين ألف مجلد؟ ويقول: إذا رأيت كتاباً جديداً كأني ظفرت بكنز، فكثرة المطالعة مطلوبة ولا يخلو كتاب من فائدة.
الأمر الثاني: سرعة القراءة تكون موهبة وأنا رأيت مقالة في مجلة البيان عن القراءة السريعة، وعن مالها وما عليها، أو فن القراءة السريعة، أو شبه هذا، فأعجبني الموضوع، وهو جيد، والقراءة السريعة موهبة وممن كان سريع القراءة ابن حجر، لأنها ولو لم تفهم لكنها تجمع لك شتات الموضوع وتكون عندك موهبة وملكة، والذي يقول: ما فهمت شيئاً، ليس بصحيح، يأتي يوم تسأل في مسألة تعرف أنها في الكتاب أو تبحث عن حديث أو عن رجل تعرف أنه مر بك، وعلى كل حال قل إنك فهمت (١%) من الكتاب، فكم في الكتاب من مسألة قد تكون ألف مسألة، فإذا فهمت عشر مسائل فهو خير كثير، لكن على كل حال: أرى أن تكثر من الاستغفار حتى لا تنسى كثيراً، وأن يكون عندك قلم وقت القراءة، لتلخص ما قرأت أو تكتب بعض الفوائد أو تفهرس المقروء.