للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[أهمية الصلاة]

فيا أيها الإنسان الضعيف، والله لا فلاح لك ولا نجاح ولا رقي ولا نور، ولا هداية حتى تتعرف على باب المسجد، والله لا طهر لك ولا قداسة ولا قيمة ولا وزن لك، حتى تتوضأ كل يوم كما أراد الله عز وجل.

يقول عليه الصلاة والسلام، وهو يتحدث عن الأعمال الموجبة لدخول الجنة: {من صلى الفجر في جماعة فهو في ذمة الله، فالله الله، لا يطلبنكم الله من ذمته بشيء، فإنه من طلبه من ذمته بشيء أدركه، ومن أدركه كبه على وجهه في النار} رواه مسلم.

وما معنى الحديث؟ يقول عليه الصلاة والسلام: من توضأ وصلى الفجر في جماعة، أحاطه الله ورعاه وكفاه ووقاه، فلا يحدث عليه بإذن الله أي حادث من حوادث الذنوب الكبيرة، لا يشرب الخمر، ولا يسرق، ولا يزني بإذن الله؛ لأنه عصم نفسه بصلاة الفجر في جماعة، فيقول صلى الله عليه وسلم: {فالله الله، لا يطلبنكم الله من ذمته بشيء} معناه يقول: أن من صلى الفجر في جماعة فهو في حفظ الله، فلا يُتعدى على دمه أو عرضه أو ماله؛ لأنه أصبح في حفظ من الله، وفي رعاية من الواحد القيوم قال: {تعبد الله لا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة} الصلاة التي لما ضيعناها وأخرناها، وأخللنا بأوقاتها وخشوعها وركوعها، ضعنا والله، وديست كرامتنا، واحتلت مقدساتنا، وفسد أبناؤنا، وقلت البركة في أرزاقنا، وقست قلوبنا.

الصلاة التي لما ضيعناها قل القطر علينا، الصلاة التي لما تركناها أصبنا والله -إلا من رحم الله- بالبغضاء وبالشحناء والفتن ما ظهر منها وما بطن، الصلاة التي لما تركناها أو تهاونا فيها دخلت علينا المعاصي بلا حساب، الربا والزنا، والفحش والدعارة والمخدرات؛ التي فتكت بشباب الأمة، بسبب تركنا وتهاوننا بالصلاة.

فيا أيتها الأمة المصلية يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام: من أراد الجنة، فهذه بيوت الجنة، ورياض الجنة، ومفاتيح الجنة عند مفاتيح هذه الأبواب، ومن أراد الهداية فليس له هداية إلا أن يعفر وجهه كل يوم خمس مرات، فو الله ثم والله ثم والله، إن لم تكن عبداً لله، فإنك عبد للشيطان، وعبد للشهوات، وعبد للنزوات، فافتخر بعبودية الله.

ومما زادني شرفاً وفخراً وكدت بأخمصي أطأ الثريا

دخولي تحت قولك يا عبادي وأن صيرت أحمد لي نبيا

عباد الله: هذا درس وجيز، نريد أن نجتمع بهذه الوجوه الطيبة الطاهرة التي جاءت لتصلي، وجاءت لتعلن الوحدانية لله، وجاءت لتغسل ذنوبها، وأدرانها، وسيئاتها، وتكفر ما فعلت من المعاصي.

هذا مختصر في كل أسبوع من مساء الجمعة، أسأل الله أن يجعله خالصاً لوجه، وأن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، وأن يتجاوز عنا وعنكم سيئ الأعمال، وأن يجعلنا ممن إذا استمع القول اتبع أحسنه، وأن يحشرنا في زمرة الصالحين من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا!

سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين، وصلى وسلم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

<<  <  ج:
ص:  >  >>