[من مظاهر الإسلام في الخلافة الراشدة]
أرسل عمر أميراً على بيسان ليقيم هناك السنة والقرآن، فسمر الأمير وغنى في الليل:
إذا كنت ندماني فبالأكبر اسقني ولا تسقني بالأصغر المتثلم
لعل أمير المؤمنين يسوءه تنادمنا بالجوسق المتهدم
فدعاه عمر، وقال: [[والله لقد ساءني]] فاستدعاه عمر بعد الخبر، وغضب وبسر؛ لأن الخلافة الراشدة لا تتحمل تبعات الأبيات، واستدعى الوالي فعزله؛ لأن الأمة كانت تعزل والقرآن ينزل، فمات عمر ليبقى صدام في الخلافة خمسين عاماً كلها ذبح للشيوخ والأيتام، وعليكم السلام.
ابن الراوندي يهودي لعله نزعه عرق، ألف كتاب الدامغ يدمغ به القرآن، دمغ الله رأسه في النار، ترجم له ابن خلكان فملس عليه وتسامح معه، كأن الكلب لم يأكل له عجيناً، فأين الغضب للدين والملة؟ ولماذا هذا الإنهزام والذلة؟!
والذهبي من ذهب السنة معدنه، لما ترجم لـ ابن الراوندي قال: هو الكلب المعثر، لأن الذهبي يكتب بقلم الولاء والبراء، وابن خلكان يسجل بقلم العجائز كان يا ماكان.
أهل السنة ينقدون الرجال، فليس عندهم للتدريس مجال:
أنت يا أستاذ موفور الأدب لا تزك كل من هب ودب
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ} [النساء:١٣٥].
أيها الإخوة: تمت الحلقة الأولى من محاضرة: مصارع العشاق، والحلقة الثانية -إن شاء الله- في الأسبوع المقبل، وسوف تعاد هذه الحلقة -إن شاء الله- في مدينة عنيزة بـ القصيم مساء الإثنين، فأسأل الله العظيم لي ولكم التوفيق والهداية.
اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.
أشكركم على الحضور، ولي تحية لمن حضر من المصطافين، وأخص الشباب من الإمارات العربية المتحدة، وأرحب بإخوتي الطلاب الذين هم في أيام الامتحان ومع ذلك آثروا الحضور، وسامحوا بأوقاتهم، وطلبوا مرضاة الله عز وجل، واحتسبوا الأجر، وسعد بهم هذا الجامع، وارتفعت أنفاسهم إلى الذي يصعد إليه الكلم الطيب، وحفتهم الملائكة، وتنزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وذكرهم الله فيمن عنده، أسأل الله أن ينجحهم في الامتحان، وأن يثبتنا وإياهم في الدنيا والآخرة، وأن يتولانا في الدارين.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.
وإلى مصارع العشاق في الأسبوع القادم إن شاء الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته