أبو العلاء المعري يروى أنه في آخر حياته تاب ورجع وأناب كما ذكر صاحب كتاب رهين المحبسين عبد الكريم الخطيب، فهل هذا صحيح؟
الجواب
أولاً: الذين يكتبون عن توبته، مشكوك في توبتهم، فلا بد أن يصححوا الأسانيد قبل أن نصل إلى أبي العلاء، لأنهم أحالونا على مجاهيل، وهم نصبوا أنفسهم وليسوا بثقات، فإنهم قالوا هذا الكلام، لكن نحن نعود إلى أناس، وإلى أسانيد قوية.
سند كأن عليه من شمس الضحى نوراً ومن فلق الصباح عموداً
وأنا أنقل عن الذهبي في سير أعلام النبلاء في ترجمة أبي العلاء المعري وابن كثير في البداية، وذكروه وحطوا عليه، وهو يستحق الحط، والنكاية لنبين شره، أما الأمور الاحتمالية بعد أن تثبت الأمور اليقينية، فهذه من أوهى الأدلة ومن أضعف الاحتجاجات، ولو أخذ بهذا، لأسلم فرعون، ولأسلم إبليس، وأدخل أبو لهب الجنة بمثل هذه الحجج ولكن هيهات!