الدرس الأول: أن على الإنسان أن يكون صريحاً في مبادئه: فلا يكون مُلَبَّساً عليه، يعلن مبادءه نقية واضحة، ولا يتدسس ببعض الأمور، وفي الأصل ليس عند العلماء والدعاة شيءٌ خافٍ، فعندهم مبادئ تعلن كل جمعة من على المنبر، وعندهم كذلك مبادئ يؤذَّن بها كل يوم خمس مرات.
الدرس الثاني: لا تستعد أبداً، ولا تحاول في وقت من الأوقات أن تطرح بعض المسائل التي فصل الدين فيها للحوار، فإن بعض المسائل إذا كنت مستعداً أن تحاور فيها مع أناس في قلوبهم مرض، فقد أخطأتَ.
الدرس الثالث: ألا تترك شيئاً من دينك من أجل أن ترضي بعض الناس، أو تجبر خاطرهم، فهذا هو النفاق الصريح.
الدرس الرابع: أن المسلم مستقل في مبادئه، وفي أخلاقه، وسلوكه؛ لأن دينه كامل.
الدرس الخامس: ألا تطمع في الكافر الذي أعلن إعراضه وهجومه على الدين، وتأمل في أن تمشي أنت وإياه في خط واحد، مثل تلك الندوة التي عقدت قبل سنوات، والتي قالوا عنها: بأنها لتقريب وجهات النظر بين المسلمين والنصارى،، يأتي بابا شنودة مع بعض العلماء، ويقولون: هذا لتقريب وجهات النظر بين المسلمين والنصرانية.
هل كانت بيننا وبينهم خطوط مشتركة؟ قال تعالى:{لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ}[المائدة:٧٨]{وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ}[البقرة:١١٣] أما أن تأتي لتقرب لي النصرانية الآن وهي دين باطل بعد إرسال الرسول عليه الصلاة والسلام فلا يصح هذا.
وغيرها الكثير، وقس عليها من المسائل ما الله به عليم.
انتهت السور الثلاث.
ومعنا إن شاء الله في درس مقبل سورة الكوثر، والماعون، وقريش.
وصلى الله على محمد، وعلى آله وصحبه، وسلَّم تسليماً كثيراً.