وخرج عليه الصلاة والسلام إلى المعركة، وبدأت معركة أحد، وقبل المعركة بساعة سل عليه الصلاة والسلام سيفه، وقال:{من يأخذ هذا السيف؟ قال الناس: نحن جميعاً نأخذه، قال: من يأخذه بحقه؟ قال أبو دجانة: وما حقه يا رسول الله؟ قال: حقه أن تضرب به في الكفار حتى ينحني}.
هل سمعتم بسيف ينحني من الضرب؟ نعم بكف أصحاب محمد عليه الصلاة والسلام.
فأخذه فقام وهو يرتجز:
أنا الذي عاهدني خليلي ونحن بالسفح لدى النخيل
ألا أقوم الدهر في الكيول أضرب بسيف الله والرسول
فضرب به حتى انحنى، ورده منحنياً إلى الرسول عليه الصلاة والسلام، وظهرت البطولات، وفتحت أبواب الجنة، وشاركت الملائكة، ودفعت أبواب السماء بكتائب يقودها جبريل، ونزل على جبل أحد، وأصبحت القيادة المشتركة بين جبريل ومحمد عليه الصلاة والسلام، بل قال أهل العلم: القائد الأعلى محمد عليه الصلاة والسلام، وبدأ أصحابه عليه الصلاة والسلام يقدمون تضحيات ما سمع التاريخ بمثلها، لا والله لا في التاريخ النصراني، ولا اليهودي، ولا الشيوعي، ولا قبل التاريخ ولا بعد التاريخ، ولا في الجاهلية، ولا في الإسلام أن سمعنا برجل قدم شجاعة كشجاعتهم ذلك اليوم، لأنها إما حياة وإما موت، إما أن يزال الدين من على وجه الأرض، أو أن ينتصر الحق.