للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[ضرورة اختيار الاسم الطيب]

من السنة أن تسمي المولود في اليوم يوم السابع، باسم إسلامي لطيف، اسم محمدي أحمدي، وليس من أسماء الخواجات، أو أعداء الرسل والكتب والرسالات.

ومن الأسماء التي تسمى، وهي أحب الأسماء إلى الله عزوجل: عبد الله وعبد الرحمن، كما صح فيها الحديث، أما حديث: {أحب الأسماء ما عُبِّد وما حُمِّد} فهذا حديث لا يصح، بل هو موضوع.

فتسمي عبد الله، عبد الرحمن، عبد السلام، وكل اسم فيه تعبيد، إذا ثبت الاسم أو الصفة لله في الكتاب أو السنة.

أما أن تأتي بأسماء وتركبها وتقول: عبد اليقظان، أو عبد الموجود، أو عبد الساهر الذي لا ينام؛ فهذا ليس بصحيح، ولم يرد به الدليل.

فتأتي بالأسماء الشرعية معبدة لله تعالى، ونعوذ بالله من التعبيد لغير الله، فهو حرام، مثل: عبد الكعبة، عبد المطلب، عبد النبي، عبد المسجد، عبد الخبز، عبد التميز فلا بد أن يكون عبداً لله عزوجل، بالأسماء الحسنى التي وردت له.

وورد في الصحيح: {أصدق الأسماء حارثٌ وهمام} فلك أن تسمي بحارث وهمام، لأنها أصدق الأسماء؛ لأنها تعني: أن الإنسان يزاول بيديه ويهم بقلبه.

وفي سنن أبي داود: {أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن اسم يسار ورباح ونجيح وأفلح} لأنها يُتشاءم بها؛ فإذا قلت لأهلك: أيسار في البيت؟ قالوا: ليس فيه يسار.

فأصبح البيت ليس فيه يسر.

وإذا قلت: أفلح في البيت.

قالوا: ليس في البيت أفلح وكذلك نجيح ورباح فهذه لا تسمى.

ومنها البنات مثل: فتنة، وعاصية، وغاوية، ومتخلفة، وبليدة، وغبية، فهذه لا تصلح.

وكذلك الأسماء التي ليس لها معاني: النوف، ورقى، وعزوه.

هذه أسماء ليست بفرنسية ولا إنكليزية ولا أردو ولا بشتو، بل هي أسماء الجن والعفاريت.

وكذلك الأسماء للأبناء التي فيها أنوثة، لا تنبغي، مثل أن تسمي الابن: دلال، ودعد، ودعد لا أدري أهي ذكر أم أنثى.

فلابد أن تسميه اسماً قوياً صلباً: عبد الله، محمد، حمزة؛ لأنه اسم الأسد، وطلحة من الأسماء الماجدة.

والعرب كانت تحب الأسماء التي لها وقع، وعندما ولد لـ علي ولده الحسن سماه حرباً، فسماه صلى الله عليه وسلم حسناً ولما ولد الحسين سماه حرباً، فسماه صلى الله عليه وسلم حسيناً، ولما ولد محسن سماه حرباً، فسماه صلى الله عليه وسلم محسناً.

فـ علي يريد القوة؛ لأنه شجاع، مهمته فصل الرءوس عن الأكتاف، فيريد أبناءه أن يكونوا مثله.

تلك العصا من هذه العصية لا تلد الحية إلا حية

والإنسان له اشتقاق من اسمه، حتى إن بعض الناس له حسن من اسمه وصفته ولقبه، فعلى الإنسان أن يحرص على اسم إسلامي قوي، ولا يجعل اسماً يتشاءم به؛ فقد جاء في سنن أبي داود أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لرجل: {قم احلب الناقة، ما اسمك؟ قال: حرب.

قال: اجلس.

فقام الثاني فقال: ما اسمك؟ قال: مرة.

قال: اجلس.

فقام الثالث فقال: ما اسمك؟ قال: صخر.

قال: اجلس.

فقام الرابع فقال: ما اسمك؟ قال: يعيش.

قال: احلب الناقة فحلبها}.

فالرسول صلى الله عليه وسلم كان يعجبه الفأل؛ فقد نزل مرة في دار رجل من الأنصار فقال: {رأيت البارحة كأنَّا في بيت عقبة بن رافع، ونحن نأكل رطب ابن طاب -ابن طاب من أنواع رطب المدينة - قالوا: ما أولتها يا رسول الله؟ قال: أولتها الرفعة لنا في الدنيا والآخرة} إي والله، فقد أصبحت له الرفعة في الدنيا، فأصبح دينه يعلو على الشمس، قال: {والعاقبة لنا، والرطب، فديننا قد رطب وطاب} وكلها أسماء مطلوبة.

وقد ورد أثر لكن في سنده نظر، والعجيب أنه عند أبي داود، وقد أتى به ابن الديبع الشيباني في كتاب الأسماء في تيسير الوصول إلى جامع الأصول: [[قال عمر لرجل: من أنت؟ قال: اسمي جمرة.

قال: ابن من؟ قال: ابن شظية.

قال: من أين أنت؟ قال: أنا من غدير الحرة أو غدير النار.

قال: اذهب إلى أهلك فقد احترقوا، فذهب فوجد بيته محترقاً]] وهذا الحديث في سنده نظر، وإن كان عند أبو داود، وسوف تعودون إلى السند لتراجعوه هناك إن شاء الله.

<<  <  ج:
ص:  >  >>