كَثُر تداول هذه المسألة بين المسلمين، عن التحدث في المسجد، هل هو جائز أو ممنوع.
وهذه القضية فيها تفصيل.
أما الحديث الذي يقول:{الكلام في المسجد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب} فلا يصح عنه صلى الله عليه وسلم، وهو باطل.
والرسول عليه الصلاة والسلام ثبت أنه تكلم في المسجد في الأمور المباحة.
وفي حديث جابر بن سَمُرة، كما في الحديث الحسن، قال:{كنا نتحدث بعد صلاة الفجر في المسجد بأخبار الجاهلية، والرسول صلى الله عليه وسلم معنا، فنضحك ويتبسم}.
فلا بأس بالحديث العام في المسجد؛ لكن بشروط:
١ - ألا يكون فيه ذنب كأن يكون فيه غيبة، فيحرم في المسجد، والمجلس، والشارع، وفي كل مكان، فالغيبة تحرم في كل مكان، وبالخصوص في المسجد، أو يكون نميمة أو زوراً أو تجريحاً للناس في أعراضهم، وهذا يدخل في الغيبة.
٢ - وكذلك يحرم الكلام إذا شوش على المصلي: فإنه يوجد من الظواهر عند بعض الناس أنه يجعل المسجد -كما أسلفتُ- بيعاً وشراءً، وخصومة، ومشاكل، وعرض معيشته، وما جرى لأطفاله وزوجته وأولاده وأخواله، وهذا غير ما بُنِيَت له المساجد، فلا بأس بالحديث المباح في المسجد للحاجة؛ كأن تسأل الرجل عن صحته، وعن ولده، وسفره، وقدومه وممتلكاته، فلا بأس بهذا، وقد فعله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ولذلك أورد بعض أهل العلم أبواباً منها: الأكل والشرب في المسجد، وهو جائز كذلك؛ لكن بشرط ألا يدنس المسجد، أو لا يكون عرضاً لإهانة المسجد، أو لإدخال الأذى في المسجد.