إن الأغنية الماجنة التي انتشرت في أوساط الناس والتي كانت ذريعة إلى ارتكاب الجريمة والفاحشة والزنا، لأن أهل العلم يقولون: الغناء بريد الزنا، وعقوبات الغناء أربع عقوبات:
العقوبة الأولى: قسوة القلب وإعراضه عن ذكر الله عز وجل، فلا تجد رجلاً أو امرأة تدمن استماع الغناء إلا وقلبه أو قلبها قاسٍ لا يستفيق كما قال تعالى:{فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ}[المائدة:١٣].
العقوبة الثانية: أن يجد العبد وحشة بينه وبين الله، لا يجد رقة ولا حباً ولا خشوعاً، لأنه قطع الصلة بينه وبين الله.
السماع الشرعي: القرآن، والسماع الإبليسي: الغناء، فمن استعاض بالقرآن الغناء فلا عوضه الله، ومن استكفى بالغناء فلا أغناه الله، ومن استشفى بالغناء فلا شفاه الله.
العقوبة الثالثة: أنه يُحْرَمُ في الجنة من سماع الغناء، وفي الجنة غناء يجعله الله للمتقين وللأبرار الصالحين، ولذلك جاء عند الإمام أحمد في المسند عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:{إن في الجنة جواريَ يغنين، يقلن: نحن الناعمات فلا نبأس، نحن الخالدات فلا نبيد، طوبى لمن كنا له وكان لنا} وقال ابن عباس في غناء أهل الجنة ونظم هذا القول ابن القيم:
قال ابن عباس ويرسل ربنا ريحاً تهز ذوائب الأغصان
فتثير أصواتاً تلذ لمسمع الإنسان كالنغمات بالأوزان
يا خيبة الآذان لا تتعوضي بلذاذة الأوتار والعيدان
فحذار حذار من الأغنية، وحذار حذار من السماع لها.
العقوبة الرابعة: ومما تورثه الأغنية كذلك أنها تحبب الفاحشة والجريمة، وقد قال كثير من أهل العلم والفضلاء والنبلاء ممن لهم خبرة وسبر واستقراء للمجتمعات:"إن أكثر من يقع في جريمة الزنا هم: الذين يستمعون الغناء من الرجال والنساء" فالله الله في مقاطعة هذا الغناء الماجن؛ فإنه -والله- محرم، يقول سُبحَانَهُ وَتَعَالى:{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ}[لقمان:٦] ويقول عليه الصلاة والسلام كما عند البخاري عن أبي مالك الأشعري: {ليكونن أقوام من أمتي يستحلون الحر والحرير، والخمر والمعازف} وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: {إني نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين: صوت عند نعمة -وفي لفظ: صوت عند نغمة- وصوت عند مصيبة}.